هي دون شك حلقة من حلقات المسلسل الذى بدأ مع الرسوم الكاريكاتورية المسيئة الدانماركية فى العام 2005، لقد كان هدف مخرج فيلم براءة المسلمين والذى حصل على تمويل هائل من متبرعين كبار هو تخليد أحداث الحادى عشر من سبتمبر على طريقته الخاصة وإعادة ماكينة الإسلاموفوبيا إلى العمل من جديد وتوجيه الأنظار إلى ما يحدث فى العالم الخاجي.
لقد كان هدفه فى الجزء الأكبر منه هو أن يصل الأمر بالشباب المسلمين إلى القيام بأعمال عنيفة مدفوعا بالغضب الشديد لما حصل. لقد كان اغتيال السفير الأمريكي فى ليبيا فى ظروف لا تزال غامضة نتيجة مباشرة لهذا الفيلم. كما أن بعض الأقباط المصريين تم وضعهم فى القائمة السوداء لاتهامهم بالتعاون مع مخرج الفيلم. يأتى ذلك ومصر تحاول الخروج من الفترة الانتقالية الديمقراطية بعد التخلص من الحكم الدكتاتوري العسكري. ونفس الأمر ينطبق على ليبيا وتونس ودول أخرى تمكنت فيها الثورة من إسقاط النظام الدكتاتوري. من الواضح أن دمقرطة العالم العربي لاتتقاطع مع مصالح العديد من اللوبيات فى الولايات المتحدة، ولذلك بدأت تسعى لدفعها للعنف.
فى المنطقة توجد كذلك دول دخلت فى مرحلة طويلة من الجمود وترفض أي شكل من أشكال التأقلم مع المناخ الجديد للحرية الذى يضرب العالم العربي وشمال إفريقيا. الفاعلون فى هذا الأمر من بينهم بعض عتاة السلفيين الذين يبغون أن يصنعوا ثورة مضادة تبرر غير المقبول وتعيدنا إلى وضع الأمر الواقع السابق. وفى ما عدا هذه القضايا الاستراتيجية فإن الهدوء والحكمة يعد السبيل الأنجع للرد على مثل هذه الاستفزازات. فالعنف لا يحل أي مشكلة. بل على العكس يعطى الدليل لقضايا جديدة تثار ضد الإسلام ويعيد الحياة للنظرية المقبورة صدام الحضارات. فعلى المسلمين الذين يمتلكون موارد مالية وفنية أن يخرجوا أفلاما وينشروا كتبا ويطلقوا فضائيات لشرح ثقافة الإسلام.