بالنسبة لخريف هذا العام الذي نحمد الله عليه فإن المتتبع لمسار المراعي بدءا بظهورها فوق الأرض و مرورا بمرحلة النضج و انتهاء بوصولها للمرحلة النهائية من النمو يلاحظ أننا لا نستفيد سوى من مرحلة محدودة جدا في الزمن من هذا الغطاء النباتي الذي تجود به الطبيعة على مراعينا من سنة لأخرى حيث لا يتم استغلال الجزء الأعظم منه و يترك ليجف و من ثم يفقد قدرا كبيرا من قيمته الغذائية و يصبح عرضة للخسارة عند اندلاع أبسط شرارة و بذلك نفقد المورد الذي تعتمد عليه الحيوانات في تغذيتها على ضعف قيمته الغذائية كما أسلفنا حيث يصبح عبارة عن ألياف خشبية خالية من المادة الخضراء.
و بدلا من المطالبات و النداءات الأبدية و التي لا تلقى صدى في أغلب الأحيان إلى أن تجف الأرض و ما عليها لنعيد النداء المرة بعد المرة فإنني أقترح عليكم إخوتي المنمين من هذا المنبر خطوات أراها عملية للتعامل الرشيد مع ثروتنا الحيوانية التي هي عماد اقتصاداتنا المحلية.
أولا: تنظيم المجموعات القروية في تجمعات رعوية تتولى مسؤولية شق الطرق الواقية من الحرائق و إن اقتضى الأمر بيع بعض رؤوس الماشية لتمويل هذه العملية و الإعتماد فيها على الوسائل و الآليات المحلية و الإستغناء عن الجرارات و الوقود لتكلفتهما العالية. فكثير من التجمعات الرعوية الإفريقية اعتمدت هذه المقاربة و نجحت فيها.
ثانيا: قطع الفائض من الأعشاب و تجفيفها و هي لا زالت خضراء لتقدم بعد ذلك كأعلاف ذات قيمة عالية للماشية. و يكفي هنا استيراد ألات لقطع الأعشاب الخضراء و تعبئتها و هي نوعية متوفرة في الأسواق المجاورة و ذات أسعار في المتناول. و تتولى التنظيمات القروية اقتناءها و الإشراف على تسييرها و صيانتها بشكل تشاركي.
ثالثا: اختيار العدد المناسب من رؤوس الماشية مما سينعكس على المردودية و الإنتاجية حيث نعلم جميعا أن عشر بقرات يتم الإعتناء بها بشكل جيد خير من مائة لا تتوفر لها ظروف التنمية المناسبة.
رابعا: وجود نقاط متخصصة في تربية الماشية المخصصة لإنتاج اللحوم و أخرى لإنتاج اللبن.
هذا غيض من فيض المقترحات و التوجيهات التي يحتاجها تسيير المراعي و الثروة الحيوانية في بلدنا.
السلام عليكم
الرد على هذه المشاركة