الصفحة الأساسية > الأخبار > موالون ومعارضون يطالبون برحيل الحكومة

موالون ومعارضون يطالبون برحيل الحكومة

الثلاثاء 11 أيلول (سبتمبر) 2012  15:21

رغم اتساع الهوة بين معارضة يطالب أحد أقطابها برحيل الرئيس وأغلبية تدافع عن بقائه؛ تبرز نقطة التقاء بين أطراف المشهد السياسي تمثل في مطالبة الجميع برحيل الحكومة التي تراها أحزاب المنسقية عاجزة ومنزوعة الصلاحيات وتتهمها الأغلبية وأحزاب المعاهدة بالمسؤولية عن تفاقم الأزمات التي باتت تعصف بالمجتمع والدولة. وكانت آخر تجليات ذلك في حفل انتقال الرئاسة الدورية للمعاهدة من رئيس حزب الوئام بيجل ولد حميد الى رئيس حزب الصواب عبد السلام ولد حرمه. فالبيان الصادر بالمناسبة عن أحزاب المعاهدة اظهر غضبا واضحا من السلطة حمل مسؤوليته للحكومة دون ان يتطرق للرئيس، وكأن تلك الاحزاب تقول لولد عبد العزيز سنواصل الحوار والتشاور معك، لكن حكومتك تقف حجر عثرة امام تطبيق بنود الاتفاق الناجم عن الحوار، مما زاد الخناق على حكومة مولاي ولد محمد الاغظف التي باتت تئن تحت وطأة تهميش الرئيس وازدراء الأغلبية وتجاهل منسقة المعارضة، بل وحتى اشمئزاز فاعلين في المحيط الأسري للرئيس. ورغم كل تلك الدعوات المطالبة برحيل الحكومة يخرج وزير الإسكان والعمران بتصريحات تفيد بتوزيع 73 الف قطعة أرضية في نواكشوط، في حين رسمت وثيقة المعاهدة لوحة قاتمة لوضعية غالبية سكان العاصمة والبلد برمته. وبخصوص الوضع الاقتصادي المتردي رأت المعاهدة أن الوضع بات أكثر من مأساوي قائلة إن نصف الأسر تعيش تحت خط الفقر (أقل من دولارين لليوم) وترتفع هذه النسبة إلى 75% في الوسط الريفي. ويتهم الساسة والخبراء الاقتصاديون الأرقام التي يقدمها صن دون النقد الدولي بخصوص ارتفاع نسبة النمو والتشغيل بانها عديمة المصداقية وأنها لم تنقذ أنظمة تونس ومصر وليبيا التي دأب الصندوق الدولي على الإشادة باقتصادياتها. وترتفع البطالة وأسعار المحروقات في موريتانيا بشكل يثقل كواهل معيلي الأسر، حيث تبقى الشوارع أهم مركز لإيواء حملة الشهادات في ظل تمييع الحكومة للوظائف وإنتهاجها للمحسوبية في اختيار المستفيدين من التكوين المهني الذي لا تتعدى منحته 2000 أوقية شهريا، وهو مبلغ زهيد لا يؤمن لصاحبه مجرد النقل من والى مركز تدريبه. وفي ما اعتبره بعض المراقبين مؤشرا على استجابة منسقية المعارضة لمبادرة مسعود، هاجم القيادي بالمنسقية محمد ولد مولود حكومة مولاي ولد محمد الاغظف متهما إياها بتدبير ما وصفوه بانقلاب اخر بعد اتفاق دكار من خلال استدعائها لهيئة الناخبين في مخالفة صريحة لنص وروح الاتفاق الذي يحدد الرئيس بالإنابة با امباري كمخول بالاستدعاء، مشيرا الى ان حزب التكتل وجبهة الدفاع عن الديمقراطية حينها ارتكابا خطأ فادحا بالسكوت على ذلك التجاوز. مهاجمة الحكومة من طرف قادة المنسقية يراها البعض تراجعا، ولو بخطوات قليلة، عن مطالب رحيل الرئيس، باعتبار ان المنسقية ظلت تتجاهل الحكومة وتعتبرها مجرد أداة منزوعة الصلاحيات في يد ولد عبد العزيز. ويسعى مسعود من خلال مبادرته الى تخفيف الضغط على النظام ومحاولة خلق جو من الاستقرار السياسي لإجراء انتخابات توافقية يضمن من خلالها اعادة انتخابه لمأمورية ثانية في رئاسة الجمعية الوطنية. ولم تسلم حكومة ولد محمد الاغظف من مطالبة أفراد من المحيط الاجتماعي للرئيس بإقالتها باعتبارها عاجزة وفاقدة لقدرة الوفاء ببرنامجه الانتخابي وعامل جفاء بين ولد عبد العزيز ومختلف الطيف السياسي والقبلي الفاعل في البلاد. أقارب الرئيس اكدوا له دعمهم له في كل الأحوال، لكنهم ابلغوه بان هناك عقبات تجب إزالتها قبل الانتخابات التشريعية والبلدية المقبلة، لضمان تامين اغلبية موالية. وعلى رأس تلك العقبات بعد الإطاحة بالحكومة توقيف العمل بشعار مكافحة الفساد، خاصة ما يتعلق منه بالحقب السابقة، على اعتبار انها من مسؤوليات الأنظمة التي سبقته، وعليه الاقتصار على مكافحة الفساد خلال فترة حكمه، قائلين ان بعض من يريدون زوال حكمه يشجعونه على المضي في هذا الطريق لإدخاله في مزيد من العزلة، وانه لا يمكن اجراء انتخابات في ظل صراع مفتوح مع الجميع. ونصحوه بإعادة النظر في هيكلة الحزب الحاكم الذي قالوا انه بات مترهلا وغير متماسك، خاصة في وجه الانتخابات المقبلة، كما طالبوه بالعمل على اعادة المياه بينه وولد بوعماتو الى مجاريها الطبيعية، وقالوا ان هذا الاخير لعب دورا محوريا لصالح ولد عبد العزيز في الانتخابات الرئاسية. وقال المصدر الذي نقل الخبر للسفير إن الرئيس تفهم مطالب أقاربه وطالبهم ببلورتها بشكل مكتوب حتى تتسنى له دراستها بتمعن. ولم يستبعد مراقبون ان تشهد الأسابيع القادمة إقالة الحكومة الحالية، حتى قبل ان يعلن أطراف المشهد السياسي موافقتهم على مبادرة مسعود، خاصة ان هنالك رجلي اعمال مقربين من القصر بمعية ضباط سامين باتوا يشنون حملات ضد حكومة مولاي ولد محمد الاغظف ويحملونها مسؤولية الإخفاقات، رغم ان رجلي الاعمال كانا وثيقي الصلة بالوزير الاول ودفاعا عن سياسات حكومته في السابق، وهو ما ينبئ بان رجال الاعمال الموالين للسلطة والمعارضين لها باتوا ينشدون رحيل الحكومة.

السفير

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016