تنغمس القبائل والأطر و رجال الأعمال بولاية لعصابه هذه الأيام في المبادرات دعما للتعديلات الدستورية المرتقبة وبدأ السباق على أشده لتقديم آي الولاء والتزلف والتصفيق للنظام ، وانطلقت الاجتماعات التحضيرية بانواكشوط لإطلاق موسم جديد لبيع الجماهير.
اليوم يصبح هؤلاء الرجال أبناء لهذه الولاية مهتمين بشؤونها، معنيين بما يدور فيها ، منهمكين في أمرها، قريبين من أهلها . اليوم يطل هؤلاء بسياراتهم الفارهة وبأجسامهم الرطبة الحديثة العهد بالشاطئ لتنفيذ مؤامرة جديدة ضد هذا الشعب وتمرير زمن جديد من الحزن والأسى.
لا يعني عطش الولاية شيئا لهؤلاء ولا يهمهم أن بات هذا طاويا بطنه من الجوع ولا أن تظل هذه تئن من المرض حيث أعياها وجود رعاية صحية مقبولة في ولايتها.
ليس لهؤلاء تفكير حول إصلاح التعليم بالولاية أو في مجال مناصرة المزارعين ولا يبدون أي انزعاج عندما تحترق الأعشاب وتدور الدائرة على المنمين في ذروة موسم الجفاف.
لا يكترث هؤلاء بآلاف الجياع والعاطلين من أبناء ولايتهم ولا يحركون ساكنا ضد تهميش ممنهج وإقصاء متعمد لولايتهم من طرف سلطة لا تقيم وزنا لغير "الرافضين والمتمنعين والأحرار".
ليس لدى هؤلاء خطة تساعد في نظافة المدن أو تحسين أداء الثقافة والشباب ولا يعملون مثقال ذرة لتوجيه مشروع لولايتهم أو مرفق، لا يجلبون إليها نفعا ولا يدرؤون عنها مفسدة.
يجهضون كل فعل هنا تقوم به الساكنة من أجل فرض مطالبها وتغيير واقعها ولا يقبلون أن يصدر من هذه الجماهير المطحونة غير إشارات الرضى والخنوع والاستكانة.
ينصب اهتمام "المعينين" منهم في النفخ في مزمار التزلف وفي الغناء والرقص في جوقة تأليه الحاكم ويبقى المعفيون حبيسين في نفس الطابور على أمل الغفران والعودة إلى المقاعد الهزازة.
غدا تعودون أيها الأطر فتفرقون بين القبائل و تنثرون عطر منشم بين الأهالي والجيران وتجيشون العواطف من أجل سوق الجماهير مجددا إلى المزيد من التردي، إلى فصول أخرى من الجوع والحرمان وانهيار القيم.
آن أيها الأطر أن تتقوا الله في هذا الشعب المسكين...
آن أن تتسرب إلى قلوبكم القاسية ذرة رفق ...
إنكم تسوقون بلدكم وولايتكم وأهليكم كل مرة إلى حيث ينتهون وتنقضي الجمهورية ويومئذ لن تفلتوا من لعنة أفعالكم ولن يعد هناك وطن ولا كعكة.
وكالة كيفه للأنباء