يبدو أن بعض الصحفيين الذين حضروا المؤتمر الصحفي للرئيس حضروا لمجرد الحضور. و قد بدا ذلك جليا من خلال الأسئلة المجترة التي طرحوها حول أمور شكلية و ليست ذات أهمية من بينها أسئلة تهدف إلى تأليب الرئيس على خصومه السياسيين و أخرى تتعلق بأشخاص، مع أني أثمن تدخل صحفيين آخرين ( خاصة الصحفيات) الذين طرحوا جملة أسئلة هامة و هادفة.
لقد كنت أتمنى أن أسمع أحد هؤلاء يسأل الرئيس عن حملة الاستفتاء حين ذكر سيادته أن مبلغا قدره 6 مليار أوقية قد رصد لهذا الاستفتاء، و هذا يعني بلغة أهل المال و الأعمال أن مبلغا ضخما من ميزانية الشعب الموريتاني- موالاة و معارضة و غيرهما كثير- قد تــم رصده لهذا الاستفتاء و لذا فإن مجموعة من الأسئلة الملحة تنجر عن السؤال الأول منها على سبيل المثال لا الحصر: هل سيكون لمعارضي التعديلات الدستورية نصيب من هذا المبلغ لتمويل حملتهم؟ و هل سيسمح لهؤلاء المعارضين أصلا بالقيام بحملة ضـــــــــد التعديلات الدستورية المذكورة؟
أليست المعارضة جزءا من هذا الشعب أليس من حقها أن تعبر عن رأيها؟ أليس من حقها الحصول على مبلغ من مخصصات حملة الاستفتاء حتى تؤدي دورها كما ينبغي؟ أم أن مقاطعتها للحوار الأخير سحب منها أهلية إبداء الرأي في هذه التعديلات و بالتالي ليس لها الحق في أي تمويل؟
إن على الرئيس و الموالاة أن يحذروا الغرور و الثقة الزائدة بالنفس فيستبدون بالكعكة دون غيرهم ثقة منهم بالنصر فما أمر الشيوخ منهم ببعيد....