بمناسبة تخليد العيد الوطني والدولي للمرأة نظمت جمعية تكوين وإنعاش وتنمية المجتمعات الريفية afadcr بقاعة الندوات بجامعة العلوم الاسلامية بلعيون ندوة بعنوان : مكانة المرأة في المجتمع الموريتاني بين تعاليم الشرع ومقتضيات العرف ومتطلبات العصر بالتعاون مع المنسقية الجهوية للشؤون الاجتماعية والطفل والأسرة ,وجامعة العلوم الإسلامية بلعيون. و حضر فعاليات هذه الندوة جمهور متميز، تمثل في السلطات الإدارية والعسكرية والأمنية’ وعمدة بلدية لعيون الأستاذ أعمر ولد محمد سيدي، ورئيس جامعة العلوم الإسلامية بلعيون بالنيابة الدكتور محمد تقي الله ولد الطالب جدو،وعمداء الكليات، ورؤساء الأقسام،والأساتذة ،والطلاب،وهيئات المجتمع المدني، ،وجمع من سكان مدينة لعيون.
وقد تميز حفل افتتاح التظاهرة بكلمة ترحيبية تقدم بها رئيس الجمعية الدكتور سيدي محمد ولد الجيد، أستاذ علم الاجتماع والأمين العام لكلية الشريعة في جامعة العلوم الإسلامية بالعيون ، قال فيها :
لقد اتخذنا من مكانة المرأة موضوعا لندوتنا المباركة هذه,سبيلا لتحديد الملامح,ورسم الأبعاد,استحضارا للماضي,واستئناسا بالحاضر,واستشرافا للمستقبل,واعين ومدركين أن مقومات تلك المكانة لم تعد مطلقا كما كانت رهينة بناء اجتماعي ومجتمعي تقليدي طابعه العام البساطة والتلقائية ونسق اجتماعي تقليدي وراثي,وإنما أصبحت تتوقف على معطيات ومفردات جديدة قوامها المعرفة والتكوين والتأهيل والكفاءة والتمهين ,إضافة إلى العمل والجد والمثابرة والحضور والمشاركة. وأضاف ولد الجيد قائلا : لاشك أنه من حق المرأة علينا ومن واجبنا اتجاهها الاحتفاء والاحتفال بها في عيدها الوطني الدولي دعما ومآزرة ومواساة ومناصرة. والواقع أننا لانريد التوقف عند حد البعد الكرنفالي أو الرمزي للإحتفال,بل نتطلع إلى أبعد من ذلك ،حيث نصبو إلى التوحد مع مسالك الفهم الصحيح السليم والسوي لواقع الحال والمآل تشخيصا وتدقيقا ،تحقيقا وتمحيصا. إن مشاركة جمعية تكوين وإنعاش وتنمية المجتمعات الريفية في الفعاليات المخلدة لعيد المرأة لم تأتي صدفة أو اعتباطا وإنما جاءت بفعل الوعي بحجم المسئولية الأدبية والمعنوية والتاريخية التي تقع على كاهل النخبة فيما يتعلق بمساهمتها في كل ما من شأنه أن يقوي النسيج الاجتماعي ويعزز الوحدة الوطنية وينمي روح المواطنة ويدفع في اتجاه بلوغ الترقية الاجتماعية. ذلك أن المجتمع المدني الواعي ،الايجابي ،البناء ،الفاعل والمتفاعل مع هموم الأمة والقضايا الإنسانية الكونية العادلة هو المعول عليه في تغيير الأحوال من حال إلي حال، والدفع باتجاه بلوغ أسمى الأهداف وأعظم المرامي.ولذلك فإن الجمعية قد عملت منذ ولوجها لهذه الأرض الطيبة والجميلة(لعيون) علي المساهمة البناءة في إنعاش الساحة الثقافية وتحفيز مشاركة الفئات الشابة،وتعزيز القدرات، وتنمية الإبداع،وصقل المهارات في العديد من المجالات. وإنها على الدرب لسائرة ولأهدافها النبيلة وفية. ولذلك تحضر لأنشطة نوعية تطال مجالات مختلف ومتنوعة. وختم الدكتور سيدي محمد ولد الجيد خطابه قائلا : إن المرأة الموريتانية لاتزال حبيسة ممارسات ،وعادات، وتقاليد، وطقوس اجتماعية لاصلة لها بمفردات العصر ولاجوهر الدين.وهي تشكل مصدر التقهقر،وكنه التخلف،ومكمن الضعف والوهن،كما أنها سياق الفعل والتدخل سبيلا لحلحلة الوضع،والدفع به إلى مراتب التقدم والتطور.
وبعد ذلك تتالت الكلمات,حيث ثمن عمدة بلدية لعيون الأستاذ أعمر ولد سيدي موضوع الندوة وجهود الجمعية المشهودة بالولاية,في حين أكدت المنسقة الجهوية للشؤون الاجتماعية والأسرة والطفل السيدة منينة بنت الشح على القيمة العلمية الإستثنائية للندوة,مبرزة أهمية التعاون المثمر الذي يجمع مابين المنسقية والجمعية المنظمة للندوة.واختتم حفل الإفتتاح بكلمة تقدم بها نيابة عن والي الحوض الغربي مستشاره للشؤون القانونية والإدارية بين فيها أهمية الشراكة مابين المجتمع المدني والسلطات الإدارية المحلية ,ليعلن افتتاح أعمال الندوة. و تضمنت الندوة أربعة محاور :
تأطير تمهيدي قدمه رئيس الجلسة الدكتور سيدي محمد ولد الجيد أستاذ علم الاجتماع بجامعة العلوم الإسلامية بالعيون ورئيس الجمعية بين الإطار العام للندوة ووضعها في سياقها المعرفي والمنهجي.
مكانة المرأة في الدولة المرابطية ، عرض قدمه : د. أحمد كوري ولد يابه نائب عميد كلية أصول الدين بجامعة العلوم الإسلامية بالعيون.
حقوق المرأة في الإسلام ، عرض قدمه : د. محمد الأمين ولد محمد الولي أستاذ بكلية أصول الدين بجامعة العلوم الإسلامية بالعيون.
حقوق المرأة بين النص القرآني والأعراف والتقاليد الاجتماعية ، عرض قدمه : د. محمد المختار ديه الشنقيطي أستاذ بكلية الشريعة بجامعة العلوم الإسلامية بالعيون.
دور المرأة في التنمية ، عرض قدمه د. ابراهيم ولد عابدين أستاذ بكلية الشريعة بجامعة العلوم الإسلامية بالعيون. وبعد ذلك تتالت مداخلات الحضور من أساتذة وطلاب ومدعوين،كم تخللتها إلقاءات شعرية ،كان أبرزها قصيدة متميزة قدمها الشيخ عبدالله ولد محمدن بعنوان : أختي