بعد أن كانت المدرسة في بلدنا قبلة للعلم والمعرفة فهاهي اليوم في نظر الكثيرين من أبناء مجتمعنا المادي الذي لم يعد يولي عناية للعلم ولا يقدر قيمته مكانا مناسبا لقضاء الحاجة وتجميع مكبات الأوساخ والجيف على مرأى ومسمع من سلطات لا تهتم هي الأخرى بهذه المنشآت التي أصبحت أوكارا خربة لتكوين الفاشلين .
أما على مستوى ولاية لعصابه فلم تكن المدرسة بعيدة عن هذا الواقع المزري الذي توجد به المباني المدرسية في هذا البلد الغني بخيراته والفقير في واقعه فهي وللأسف الشديد عبارة عن مغارات خربة وبدون أسوار تكاد تتهدم على رؤوس أطفالنا الأبرياء لا تقيهم من البرد الشديد في فصل الشتاء ولا الحرارة المرتفعة في فصل الصيف ، وقد أعرب العديد من مديري هذه المدارس عن استيائهم من هذه الوضعية وقالوا بأن المدارس مهملة حيث لم تعد الدولة ولا البلدية يولونها عناية رسمية مما جعلها محتقرة من قبل الجميع .
إن هذه المباني بوصف موضوعي تكاد تكون زنزانات للأطفال بعضها بني وصمم من قبل مقاولين لا يعبثون بالصالح العام ولا يتورعون عن شيء والبعض الآخر أقرب ما يكون إلى مخازن للمواد الغذائية لكنها في الواقع تستخدم لتدجين الأطفال . .