منذ القدم ماخرت تامشكط عباب الحضارة، وزخت سماؤها بالعطاء لبلاد الركاب والكتاب ،وأنبتت من كل زوج بهيج ، كفاءات وقدرات ما لبثت أن ساهمت وبجدارة في تأسيس شنقيط الأصالة والمعاصرة. شنقيط. تلك التي أراد لها مؤسسوها ، وأبناء تامشكط جزء من كل ، أن تكون إسلامية المعتقد والمرجعية . فؤاد تامشكط ونهادها وسهولها وأشجارها الوارفة وصخورها الصماء لكل منها قصة من ألف حكاية ، قصة مقارعة الخطوب ، استعمارا ، وتخلفا و عاتيات زمن بشكل عام . رغم كل ذالك لا تزال مدينتي الجميلة مدينة الزمن الجميل ، مدينة الألق والرقي - تعاني من العديد من المشاكل لعل أهمها ، العزلة ، ورداءة الخدمات من الصحة والتعليم ، ناهيك عن العيش الكريم بها ، إذ تعيش الساكنة ظروفا لا تطاق .
ومسؤولية ذلك مناطة بِنَا بالدرجة الأولى ، من توعية وتنقية للحقل المجتمعي من كل الرواسب التي تعيق حركيته وتنميته وخلق نخبة واعية بذاتها ومقوماتها وبواجبها تجاه الخالق والبشر .
الشيء الذي فقدناه لردح من الزمن ، فكانت لدينا (نخبة معينة) منقسمة على ذاتها ، غامضة الهدف مبهمة الرؤية ترى في الساكنة مجرد أداة قابلة للاستخدام ،(تحلبني كالشاة بلا علف)
فالشباب حينما قرروا الوقوف ، ورصوا الصفوف ، أرادوا رد لاعتبار للدور الذي يمكن أن يلعبه الشباب في إصلاح المجتمع وبنائه ، بعيدا عن المنفعة التي دأبت عليها الجماعات الانتجاعية التي أوصلت الإنسان بتامشكط إلي حد اليأس فعاني من التهميش و الغبن و المحسوبية .
محروما من كل حقوقه المدنية ، فبات الانسان في تامشكط غريبا في أرضه و مجتمعه و لايزال الوضع يسوء من حالٍ إلي حال فمتي تغيير ياتري ؟
ولا أدل على هذا الواقع المر من العزلة التي تعاني منها هذه المقاطعة الحبيبة ، فمنذ سنة 1927 و سكان مقاطعة تامشكط يعانون و يواجهون المتاعب و المصاعب بسبب العزلة عن العالم الخارجي وسهولة تخريب الأمطار للطريق "الغير معبدة" التي تربط المقاطعة بطريق الأمل ، إذ يتطلب الوصول إلى مدينة تامشكط التي تبعد km90 في فصل الخريف مثلا عبر هذا الطريق الغير معبد سيارة رباعية الدفع وفترة زمنية تصل ساعة و نصف أو ساعتان و نصف على أقل تقدير . ولذلك نرجو التدخل العاجل والفعال لترميم هذه الطريق لحل مشكلة العزلة و تسهيل تنقل المواطنين وبضائعهم من وإلى هذه المقاطعة ، فهل ياتري تلوح في الأفق بوادر لفتة كريمة من أصحاب شأن و القرار لأزمة تامشكط ، تامشكط الصابرة ؟
بقلم : محمدو ولد عبد الله