قررت النساء في التوغو الإضراب عن ممارسة الجنس ابتداء من الاثنين ولمدة أسبوع في إطار الضغوط الرامية لإقالة رئيس البلاد "فور النياسنغ بيي". وجاء هذا القرار تلبية لدعوة ائتلاف المعارضة " لننقذ التوغو" الذي يضم تسع منظمات من المجتمع المدني إضافة إلى سبعة أحزاب سياسية. ويطالب هذا الائتلاف الرئيس "فوريه اليناسينغبي"
الذي تسيطر عائلته على الحكم لعقود بالتنحي على السلطة. وقالت زعيمة المعارضة "ايزابيل اميغانفي" إنه يمكن استخدام الجنس " كسلاح" لتحقيق تغيير سياسي في البلاد. وأضافت اميغانفي المسؤولة عن الجناح النسائي في ائتلاف المعارضة في حديث نقلته هيئة الاذاعة لبريطانية " نحن النسوة نملك وسائل عدة لإجبار الرجال على فهم ما تريده النساء في توغو". وأوضحت أنهن استلهمن فكرة الإضراب من نساء ليبيريا اللاتي لجأن إلى الاضراب عن الجنس فى عام 2003 من أجل الدعوة لنشر السلام فى ربوع ليبيريا.
وأكدت اميغانفي أن في حال " رفض الرجال الانصات لهن فستكون هناك مظاهرات حاشدة أقوى من سلاح الإضراب عن الجنس". وجاءت الدعوة إلى الإضراب خلال مظاهرات حاشدة خرجت السبت الماضي في العاصمة لومي شارك فيها الآلاف احتجاجا على إصلاحات انتخابية تقول المعارضة إنها ستسهل فوز الحزب الحاكم في الانتخابات المقبلة. وتقول الداعيات للإضراب إنه سيحفز الرجال الذين لا ينتمون إلى حركة المعارضة السياسية ودفعهم إلى تحقيق أهدافها ومنها إنهاء نظام الحكم. ولأن حال التوغو مشابهة لحال موريتانيا، من حيث هي محكومة بجزمة عسكري خرج من لا شيء، ولأن نساء موريتانيا مارسن كل أصناف النضال من أجل إحداث تغيير طال انتظاره، فهل تلتقط نساء موريتانيا المحبطات الكرة النضالية التوغولية الجديدة ساخنة وتعلن إضرابا غير محدود عن الجنس، حتى رحيل النظام؟
قد يكون ما يميز موريتانيا أنه لكي يكون الإضراب شاملا يجب أن يشارك فيه المثليون والمثليات، والمخنثون والمخنثات، والخبيثون والخبيثات، وأنصاف الرجال، وأرباع النساء، كما يجب إقناع أوساط غير مصنفة بات الجنس سلوكها، تمارسه على جنبات طريق عزيز، الذي سمي تجاوزا طريق المقاومة، واشتهر بطريق المقاولة، وبدأ يتحول إلى وكر دعارة مفتوح لمن هب ودب، فبدون مشاركة هؤلاء سيكون الإضراب محدودا... قد يكون النضال الجنسي أسهل في التوغو وليبيريا منه في موريتانيا، فحتى لو انخرط المثليون والغاوون في الإضراب فإن الزيجات السرية، وزيجات المسيار، والمتعة ستظل خارج الإضراب، وسيعتمد عليها النظام في إفشال الإضراب، وسيعمد إلى تهديد زوجات الرسميين المقهورات إن هن شاركن في الحراك، بأن الحظ سيبتسم للمعشوقات، وهن بالعشرات في موريتانيا الجديدة... لذلك فنجاح إضراب جنسي في موريتانيا، ثورة اجتماعية، فهل نضجت ظروف الثورة جنسيا في موريتانيا؟
الرأي المستنير