نجح الرئيس محمد ولد عبد العزيز في تأجيل الهجوم العسكري الذي كانت تستعد له قوات دول غرب أفريقيا (إيكواس)، وعلى رأسها السنغال، ضد غامبيا مع حلول منتصف الليل.
ونفت مصادر مسؤولة تحدثت لـ"موريتانيا اليوم" الليلة أن تكون المبادرة الموريتانية فشلت، قائلة إنها تتطلب بعض الوقت فقط. ومنح الرئيس عزيز الفرقاء في الأزمة الغامبية مهلة لتقديم أجوبة على مبادرته التي لم يكشف بعد عن تفاصيلها الدقيقة، وإن كانت تصب في تنحي الرئيس المنتهية ولايته يحي جامي عن السلطة. وتوقعت المصادر أن يتواصل تفعيل المبادرة في الأيام القادمة، ولم تستبعد أن تستضيف نواكشوط توقيع اتفاق بين أطراف الأزمة الغامبية. وأجرى ولد عبد العزيز مباحثات مع الرئيس الغامبي المنتخب أداما بارو بحضور الرئيس السنغالي ماكي صال، انتهت عند حوالي الساعة الواحدة والنصف من فجر اليوم الخميس.
وخرج القادة الثلاثة من المباحثات التي جرت في قاعة الشرف بمطار دكار من دون الإدلاء بأي تصريحات للصحافة حول تطورات الأزمة خاصة بعد انتهاء المهلة التي حددتها المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا بمنتصف الليل للتدخل العسكري في غامبيا من أجل إزاحة الرئيس المنتهية ولايته يحيى جامي.
وأمضى الرئيسان السنغالي ماكي صال والغامبي المنتخب آدما بارو بعض الوقت في نقاش انفرادي بينهما، بعد مغادرة الرئيس عزيز داكار الليلة.
وأدلى الرئيس عزيز بعد خروجه من مباحثاته المطولة مع جامي بالتصريح التالي للصحافة "لم نشأ التفرج على تطورات ازمة في بلد شقيق تربطنا به علاقات تاريخية ومصالح مشتركة . الاتصالات مستمرة وستستأنف الخميس .
لقد خرجت أقل تشاؤما من لقائي بالرئيس جاميه استمر أربع ساعات بحثنا خلاله مختلف أوجه الأزمة .
والآن يمكنني أن أؤكد لكم أنني كنت جد متشائم وأصبحت أقل تشاؤما".
جدي بالتنويه أن الرئيس محمد ولد عبد العزيز حرص على أن تكون مبادرته بمثابة فرصة اللحظة الأخيرة لإنهاء الأزمة الغامبية وحمل الرئيس يحيى جامي على تجنيب بلاده، والمنطقة، تداعيات أي تصعيد من شأنه إفساح المجال لتدخل عسكري قد يفضي لحرب أهلية طاحنة.
وكان حرص الرئيس الموريتاني على إتمام وساطته في الآجال القانونية جليا؛ حيث أكمل مساعيه بلقاء مرشح المعارضة الغامبية الفائز بالرئاسيات الأخيرة في منفاه الاختياري بالعاصمة السنغالية في الحيز الزمني الانتقالي بين مأمورية جامي والمأمورية الدستورية لغريمه.