إن الإجابة على هذا السؤال تتطلب منا طرح السؤال من هو القائد محمد ولد عبد العزيز؟
القائد محمد لد عبد العزيز مواطن موريتاني تربى ونشأ في أرض المنارة والرباط صقلت مواهبه ثقافة الركاب والكتاب والبيئة الطبيعية الموريتانية من نخيل وقتاد ورمال الصحراء وحنين النوق والجبال الراسيات وشواطئ المحيط الأطلسي والتنوع الاجتماعي والثقافي, ونظرا لهذه المؤثرات الثقافية والاجتماعية والبيئية التي أثرت على عقل القائد جاءت رؤيته الفكرية والسياسية تعبيرا صادقا عن مجتمعه الموريتاني فظهرت وطنيته في القول والفعل وكان حريصا على مصلحة البلاد حرص المرضعة على الفطيم .حكم القائد أرض المنارة والرباط في فترة في غاية الصعوبة بالمقارنة مع حكم الأنظمة الأخرى وتكمن تلك الصعوبة في تخلف الدولة والمجتمع في جميع المجلات الأمر الذي جعل الدولة تقف عاجزة عن تحمل مسؤولياتها, مما جعل الأمن ينهار والصحة و التعليم والحالة المعيشية للسكان وانتشار الثقافات الركيكة المنحطة التي توظف التنوع الاجتماعي في أغراض شخصية وتجل من التركبة الوطنية للسكان تجارة تباع وتشترى في الأسواق الدولية ومادة إعلامية يبثها الإعلام المفلس إضافة إلى انتشار الفساد واختلاس ممتلكات الدولة بحرا وبرا وجوا وتدنيس أرض المنارة والرباط بالصهاينة هذا الوضع المؤلم تصدى له القائد بكل شجاعة وانبرى له وقال أنا لها تحرك القائد وبدأ معركة التنمية الشاملة متسلحا بإرادة قوية وعزيمة صلبة وشجاعة وتضحية يصول ويجول باحثا عن طريق توصله إلى مجد وعزة وسيادة أرض المنارة والرباط وفي فترة وجيزة وضع موريتانيا في موقع مضيء أعاد للشناقطة مجدهم الذي فقدوه بسبب الاحتلال الفرنسي والأنظمة الفاسدة والنخبة الثقافية والسياسية المتواطئة مع الأنظمة الظلامية عديمة الفكر المتبصر فجعل القائد صورة الشناقطة: أنهم الممثلون الأوفياء للثقافة العربية الإسلامية في نقائها وأصالتها وأنهم سدنتها في قاصية ديار الإسلام المرابطون في ثغورها حفاظا عليها ونشرا لها وإشعاعا بها .إذا من لا يعرف المرجعية الفكرية للقائد فما ذكرناه هو الطريق المؤدية لفهم عقليته, وهو ما جعلنا نمتلك القدرة في طرح السؤال ماهو المطلوب من القائد سنة 2017 ؟
المطلوب من فخامة الرئيس سنة 2017 بشكل محدد هو:
أولا: على المستوى السياسي
تأجيل تطبيق مخرجات الحوارالى غاية شهر ابريل.
نظرا لفارق السن العمرية بين القائد واحمد ولد داداه ونظرا لتأييد احمد ولد داده للقائد في بداية حركة التغيير البناء ونظرا لحرص القائد الشديد على الحوار والتفاهم مع كل مواطنيه نقترح على فخامة الرئيس توجيه دعوة خاصة لأحمد ولد داداه ولو اقتضى الأمر زيارته في مقر حزبه أو منزله والهدف من الزيارة هو مناقشة كلمة سواء بينه والقائد ( مصلحة الجمهورية الإسلامية الموريتانية لا أقل ولا أكثر).
ما ذكرناه على المستوى السياسي من تأجيل تطبيق مخرجات الحوار, وتوجيه دعوة خاصة من فخامة الرئيس لأحمد ولد داداه, نتيجة لتفكير استراتيجي وليس من فراغ والمستقبل سوف يظهر ذلك فالقوى الدولية ستتشكل من جديد الأمر الذي سوف ينعكس على القوى الإقليمية وبالتالي سوف تتأثر منه الساحة السياسية الوطنية لا محالة كيف ذلك؟ ذلك ماجعلني أنبه وأبلغ القائد عبر هذا الموقع بالتأني والتريث في تطبيق مخرجات الحوار,فالنخبة السياسية والأحزاب الوطنية سنة 2017 سوف تتخلى عن كثير مما كانت تعتقد نظرا للتحولات الدولية القادمة التي تصب جميعا في مصلحة القائد محمد ولد عبد العزيز وسوف يتأثر منها كل حزب لديه ارتباط خارجي .
أما في ما يتعلق بما يسمى بالمنتدى الديمقراطي فمعظم قياداته قد تخرجت من مدرسة احمد ولد داداه بفكر سياسي نظري وبالتالي لا يهتمون بالواقع لكن جوهر المنتدى وقلبه حركة الإخوان المسلمين وسوف يرون الواقع عندما تنتهي دولة روسيا من ترويضهم في تركيا ومد الجسور بينهم وبين خصمهم بشار الأسد عندها سيدركون أن الجيش العربي السوري سيكون له حضورا قويا على الساحة العربية ومن هنا سوف تبدأ العقليات في التغير بعد أن فات الأوان. وانطلاقا مما ذكرنا ننبه القائد على عدم التعامل مع المنتدى إلا ذا كان يلعب دورا إيجابيا في الحوار ومصلحة موريتانيا.
ثانيا: على المستوى الاقتصادي
يقول القائد فخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز في خطابه الموجه إلى الأمة بمناسبة مأموريته الثانية:أشكر موريتانيا الأعماق ,وأتعهد لكم بأن لكم دين في ذمتي وسوف أقضيه لكم إن شاء الله ,هذا ماورد بالمعنى . لم يحدد الرئيس طبيعة هذا الدين ولكن موريتانيا الأعماق حددته وخصوصا سكان البلديات الريفية وهو أن تكون سنة 2017 سنة تحسن الحالة المعيشية للسكان فالمشاريع الكبرى قد وصلت مداها أو أصبحت في وضعية معقولة, وهنالك بعض الخطابات المرتبطة بالاقتصاد والمالية في نقاشات البرلمان زرعت اليأس والإحباط في قلوب المواطنين فالأسرة الموريتانية وضعيتها الحقيقة وما تعيشه مغيبة ومحجوبة عن القائد فخامة الرئيس, فالبعض يتحدث عنها ويقول أنه مهتم بها في نفس الوقت هو حديث الغرض منه البقاء في المنصب لا أقل ولا أكثر, ولنكن صريحين مع القائد محمد ولد عبد العزيز فهو لم يقم بالتغيير إلا لهدف واحد هو إنهاء معانات الفقراء والمساكين وخصوصا في ما يتعلق بوجبتين أساسيتين:( الغداء والعشاء) وعليه نطالب القائد فخامة الرئيس بأن تكون خنشة القمح على عموم التراب الوطني ب:2000 أوقية ومتوفرة في الأسواق يتساوى فيها الغني والفقير بنفس التسعيرة وهذا بالتحديد هو الدين الذي تطالب به موريتانيا الأعماق قائد المنارة والرباط. ألى هل بلغت؟.