لعمرك ما الرزية فقد مال ... ولا فرس يموت ولا بعير
ولكن الرزية فقد حر ... يموت لموته خلقٌ كثير
علمت الليلة بوفاة صديقنا وأخينا الحضرامي ولد الناه، الملقب إطول عمر ورغم ما يخالجني من حزن عميق على فقد ذلك الشاب الخلوق البشوش فإن نفسي لم تطاوعني بترك تأبينه رغم أن ظرفي لا يسمح بالكتابة التي تفي ببعض حقه.
إنا لفقدك يا صديقي لمحزنون ولا نقول إلا ما يرضي الله تعالى: "إنا لله وإنا إليه راجعون"
عرفت صديقي وأخي المرحوم الحضرامي منذ عقدين من الزمن وقد كان طوال تلك الفترة ذلك الصديق الذي عناه الشاعر بقوله:
سلام على الدنيا إذا لم يكن بها صديق صدوق صادق الوعد منصفا
رغم أن المقام لا يسع ذكر كل خصال فقيدنا فلي وقفات مع بعض صفاته المتميزة وليعذرني القراء فحزني عميق وقد حبس الكلمة في حلقي وكسر كل أقلامي
من خلال الوقفات التالية سنذكر صفات فقيدنا
*برور الوالدين: المرحوم الحضرامي مثال فريد بيننا في برور أمه ويحضرني مثال لبروره: فوالدته الكريمة -عظم الله أجرها-من شدة حبها له، لا تكاد تصبر على فراقه ولو لساعات قليلة فتتصل به وإن لم تجده بأحد أصدقائه لتسأل عنه وهو لا يلومها ويتقبل دلعها وولعها بصدر رحب رغم عنفوان الشباب
*صديق للكل: في مراهقتنا وشبابنا يعتبر الحضرامي الخيمة التي يستغل الجميع بحنانها فهو صديقنا جميعا مهما تخاصم البقية، من المستحيل أن تجد صديقا غاضبا من الحضرامي فهو في الخلق مثال غريب عجيب
*ناصح أمين: يسدي الحضرامي نصحه للجميع فتراه أحرص من المرء عل نفسه ولعل آباء تلامذته خير من يشهد على تلك الخصلة النادرة والرفيعة
*مواطن مصلح وصالح: تجد الحضرامي دوما أحرص الناس على المصلحة
العامة، وتجده مطبقا لنصائحه ومبادئه
لسان حال أصدقاء الفقيد الحضرامي يقول:
تغيّرت البلاد ومَن عليها ..........فلون الأرض مغبّر قبيح
تغيّر كل ذي طعم ولون ..........وقلّ بشاشة الوجه المليح
إن فقيدنا الكبير رغم صغر سنه ليس كأي رجل ففقده فقدان لشهم كثير الخصال قليل الخصام سيد بين الأنام فلتخلد ياصديقي في نعيم الفردوس الأعلى بين النبيين والصديقين والشهداء فقلبك المفعم بحب الخير وفعلك الدائب للمعروف نرجو من الله أن يحملاك إلى مقعدك في جنة الرضوان وختاما وكلي في تلعثم، أعزي نفسي ووالدتي عائشة وأقول:
يا أماه اصبرى طاعة للرحمن وإجلالا لروح الفقيد
رحمه الله تعالى ولا أرانا مكروها أكبر من فقده
كتبه: الحسن ولد سيدي ولد الحسين
نواكشوط 3 يناير 2017