بســـم الله الرحمـــن الرحيـــم
الفقيه الجليل « لمرابط ولد اعبوده»
قال تعالي « قل هل يستوي الذين يعلمون و الذين لا يعلمون»
و في الحديث الشريف « من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين»
امتثالا للآيات الكريمة و الأحاديث الشريفة فإنه بات من اللازم علينا أن نقدم ورقة تعريفية لعالم جليل من أعلام هذا الوطن العزيز و إن كانت هذه الورقة التعريفية لا يمكنها أن تحيط بخصائل و فضائل الشيخ و ما قدمه من تدريس و توجيه و إرشاد خاصة في منطقة ) أركيبه( منطقة تماس بين ولايتي تكانت و لعصابه ) واد لكديم( هذه المنطقة التي ولد فيها الفقيه و نشأ فيها و درس فيها القرءان و الفقه علي مشايخ المنطقة
فمن هو هذا الفقيه الجليل ?
هو )محمد محمود الملقب لمرابط ولد اعبوده ولد محمد محمود ولد احبيب ولد الصغير ولد بوكسه ولد الحاج محمد أحمد الكسائي العلوي.
ولد حوالي 1900م في منطقة أركيبه )لكديم( حفظ القرءان الكريم في سن مبكرة كعادة أهل المنطقة و بعد حفظه للقرءان درس العديد من الكتب الفقهية و النحوية علي شيوخ المنطقة من أبناء عمومته )أهل بوكسه( و غيرهم من فقهاء المنطقة من المجموعات الأخرى.
بعد أن أصبح حافظا لكتاب الله و فقيها لا يشق له غبار تفرغ للتدريس و أسس محظرة في واد لكديم و كان ذالك في الثلاثنيات و الأربعينيات من القرن أل20 )المحظرة المعروفة عند أهل المنطقة بمحظرة أتيلت اتلاميد( تخرج علي يده العديد من حفظة كتاب الله و من الفقهاء من أبناء عمومته و غيرهم.
عرف الشيخ الجليل بالإلتزام و الورع و الزهد في الدنيا و الإقبال علي الاخرة و كان الشيخ الجليل وجيها و زعيما و صاحب رأي و إرشاد بين أبناء عمومته )أهل بوكسه .
يحكى عنه أنه سافر ذات مرة مع رجال من أبناء عمومته إلي تجكجة و كان ذالك في شهر رمضان المبارك حيث عرض إمام مسجد تجكجة آن ذاك علي جماعة المسجد من المجموعة و من القبيلة كلها بأن يقدموا من بينهم إماما يؤمهم طيلة ليالي رمضان )صلاة التراويح ( و كلهم أهلا لذالك فأجابه الفقيه بقوله أنا لها فأم الناس طيلة ليالي رمضان المبارك و في الليلة الأخيرة من رمضان و بعد ختمه للقرءان التفت إليه الإمام قائلا )هكذا نزل القرءان يا ولد اعبوده .
كما يحكى أيضا أن محظرته في لكديم )أتيلت اتلاميد( في فترة من الزمن هاجرساكنة الواد يبحثون عن الكلئي و العشب لمواشيهم و كان ذالك عام جدب و جفاف عليهم وبعد أشهر عديدة من البحث عن الكلئي في ضواحي كيفه رجع السكان إلي موطنهم الأصلي )لكديم( الذي كان آنذاك خاليا من السكان بسبب نقص الأمطار و الجفاف و عندما رجعوا وجدوا مكان المحظرة لاتزال النار موجودة فيه تحت الرماد و ذالك لكثرة طلاب العلم و الذين يجب علي كل واحد منهم أن يأتي بما يعرف )بعود التلميدي( لكي يدرس عليه في الليل.
و بعد فترة طويلة حافلة بالعطاء قرر الفقيه الهجرة إلي المدينة المنورة بجوار أفضل الخلق عليه صلاة و سلام و كان ذالك حوالي 1957 م حيث أصبح إماما لمسجد في المدينة المنورة و مدرسا حتى توفي حوالي 1981م في المدينة المنورة.