فجر الرئيس المصري زلزالا قويا؛ حينما قرر فجأة أن يمسك الثور من قرنيه، فأحال وزير الدفاع وقائد الأركان إلى التقاعد. وقد كان الأول أي طنطاوي هو من أدار المرحلة الانتقالية بعد سقوط حسني مبارك، واستمر فى منصبه بعد انتخاب الرئيس الجديد الذي ينتمى لجماعة الإخوان المسلمين.
وقد نظر إلى الجيش فى مصر دائما على أنه قوة لا يستهان بها فهو قد حكم البلد منذ عام 1952. ولكنه لم يفلح فى إنجاح مرشحه أحمد شفيق فى العملية الانتخابية الأخيرة. فاضطر طنطاوى إلى تسليم السلطة، لكنه احتفظ بجزء من خلال منصبه على رأس الجيش. فخشي الرئيس مرسي أن تسير بلاده على خطى بلدان أخرى كان الجيش متحكما فيها، فقرر أن يقوم بعمل متفرد، ويبرهن على أنه القائد.
والفارق ليس بهذه البساطة. فالظروف هي التى تصنع الرجل، فلو كان سيدى تنكر منذ اليوم الأول من رئاستة لمن أوصلوه للسلطة، لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه. ولما تقوقعنا فى هذا المنحدر السحيق. ولم تكن ديمقراطيتنا تعرضت -وهي فى المهد- لهذه الضربة القاتلة، التى أفقدتنا الكثير من التمويلات، وأخرجت الجيش من ثكناته. ولم يصبح لدينا رئيس لا يعبأ بمؤيديه ولا يحترم معارضيه . رئيس محاسب يسوى حسابات الميزانية بنفسه، يتدخل فى أصغر صفقات الدولة. رئيس أصبح أقربائه -ممن كانوا لا يملكون شيئا-أصحاب مليارات. رئيس يتحدث لثلاث ساعات ليقول لا شيء. رئيس لا يدرك أبسط المفاهيم الاقتصادية. ولم تصبح دولتنا معزولة وعلاقتنا فى غاية السوء مع كل جيرانها. دولة تكاد تبيع حالتها المدنية.
ومع ذلك فإن من حقنا أن نحلم. فعاجلا أو آجلا سيكون لدينا مرسينا. لن يكون مثل سيدي ولد الشيخ عبد الله، بل سيكون مختلفا. فبالأمل تستمر الحياة.
Le calame
ترجمة: الصحراء