لقد شرفني الزملاء الصحفيون بانتخابي رئيسا لرابطة الصحفيين الموريتانيين لماموريتين متتاليتين عملت خلالهما بإخلاص وصدق لأجل تطوير العمل الصحفي والدفاع عن حقوق الصحفيين وحماية حرية التعبير.
فخلال هذه الفترة وفرت الرابطة فرصاً للتكوين والتدريب في مراكز ومعاهد التكوين الخارجية لـ 300 صحفي وصحفية، علاوة على تنظيم العديد من الدورات التدريبية لفائدة الصحفيين داخل موريتانيا.
وخلال مأموريتي كان حضور رابطة الصحفيين الموريتانيين على المستوى الخارجي فاعلا ومشرفا، حيث تتمتع بالعضوية الكاملة في كل من: اتحاد الصحفيين العرب والاتحاد الدولي للصحفيين واتحاد الصحفيين الأفارقة.
وتم انتخاب الرابطة في عضوية الأمانة العامة للصحفيين العرب لعدة مأموريات في الفترة من 2005 إلى 2016 كما استضافت الرابطة في ابريل 2013 هنا في نواكشوط اجتماع الأمانة العامة لاتحاد الصحفيين العرب وهو الاجتماع الأول من نوعه للصحفيين العرب في موريتانيا.
وعلى المستوى الداخلي لعبت رابطة الصحفيين الموريتانيين دورا محوريا في الدفع بالسلطات إلى احترام حرية الصحافة وخلق ألبيئة المناسبة لتطور الصحافة، وهي الجهود التي أثمرت على مدى العشر سنوات الأخيرة عن الإصلاحات الجوهرية التي عرفتها التشريعات المنظمة للصحافة من قبيل إصدار قانون للصحافة في العام 2006 والتعديلات التي أدخلت عليه في 2012 والتي من ضمنها إلغاء عقوبة الحبس على قضايا النشر، وسن قانون للصحافة الالكترونية وتحرير الفضاء السمعي البصري، وإنشاء صندوق عمومي لدعم الصحافة المستقلة... كما كانت الرابطة حاضرة وبقوة في التحضير للمنتديات العامة لإصلاح الصحافة التي عقدت شهر يوليو الماضي، وعرضت رؤيتها للتحديات التي لا تزال تعيق عمل الصحفيين الموريتانيين وتكبح تطور الصحافة الموريتانية والتي تضمنتها التوصيات الصادرة عن المنتديات.
كما ظلت رابطة الصحفيين الموريتانيين بالمرصاد لكل محاولات الاعتداء على الصحفيين والتضييق عليهم وتمزيق صفوفهم.
واليوم والرابطة على أبواب التحضير لمؤتمرها العام العادي لا يسعني إلا أن أجدد اعتذاري لكل الزملاء الذين طلبوا مني الترشح لمأمورية جديدة، قناعة مني بأنني قدمت كل ما أستطيع خدمة للصحفيين الموريتانيين الذين شرفوني برئاسة الرابطة طيلة الفترة الماضية،
وإيمانا مني بان التحديات الكثيرة التي يواجهها الصحفيون الموريتانيون اليوم تتطلب ضخ دماء جديدة وبروز قيادات شبابية أكثر نشاطا وفهما لإكراهات المرحلة وما تتطلبه من أساليب واليات نضالية مبتكرة.
ونظرًا لكل تلك الاعتبارات وترسيخا لمبدأ التناوب على القيادة أعلن:
الاستقالة من رئاسة رابطة الصحفيين الموريتانيين وعدم نيتي الترشح لمأمورية جديدة،
وانا على يقين بأنه من بين زملائي في الرابطة من هم أكثر مني كفاءة وقدرة على قيادتها في المرحلة المقبلة، حتى تظل رائدة في الدفاع عن الصحفيين وحماية حرية الصحافة في وجه محاولات أطراف متعددة لتمييع وتهجين المهنة الصحفية في موريتانيا.
نواكشوط، 16 أكتوبر 2016
محمد عبد الرحمن ولد الزوين