تابعت باهتمام كبير الحلقة الثالثة من ما يسمى لقاء الشعب مع الرئيس محمد ولد عبد العزيز ، والذي تمت إدارته هذه المرة من طرف المسؤول الإعلامي للحزب الحاكم السيد المختار ولد عبد الله، وبعد انتهاء الحلقة التي دامت ثلاث ساعات على الهواء مباشرة خرجت بالملاحظات التالية :
• أن تسمية اللقاء بلقاء الشعب يعتبر ضحكا على الذقون ، وذرا للرماد في العيون ،فأين الشعب ؟ وأين همومه ؟ وأين ما تم إنجازه للولاية المزورة في عهد السيد الرئيس ؟ فلا وجود لتشخيص فعلي لمشاكل الشعب الواقعية كالغلاء ، وارتفاع الأسعار ، والبطالة ،............ والتي ينبغي أن يعرفها السيد الرئيس مباشرة من أصحابها ، بعد أن تم تغييبها ورميها في المهملات من طرف حكومته ، وديوانه ، وتصوير الوضع له على أنه وردي ,ان الأمور تسير وفق ما خطط لها . و البحث عن أفضل السبل للتغلب على هذه المشاكل التي تمس واقع الشعب الذي يلتقيه السيد الرئيس ، فكل ما تم تقديمه من طرف الرئيس كانجازات تم تحقيقها ما هو إلا ترديد لسمفونية غنتها حكومة معالي الوزير الأول منذ أول يوم للإنقلاب صبيحة 06/08/2008 ، فالوضع الحالم الذي تريد القيادة الوطنية ترسيخه في أذهان الشعب لايعدو كونه سرابا بقيعة ....
• أن الصحفي المقدم للبرنامج حاول ما أمكن بصفتيه الإعلامية والحزبية تضييع الوقت حتى لا تتمكن الصحافة المستقلة ، والمشاهدون من طرح أسئلتهم التي تمس الحياة الواقعية الكارثية للمواطنين ، الوردية في ذهن الرئيس وأعوانه ، وبالتالي كانت المداخلات كلها منتقاة ، ولم ترق للمستوى المطلوب ، لتفادي إحراج السيد الرئيس، مما ظهر في امتعاض بعض الصحفيين من الحضور الشكلي الذي تم زجهم فيه.وقطع بعض الإتصالات التي قد تسبب حرجا، وربما تكشف جانبا من الحقيقة لم ولن تكشفه حكومة السيد الرئيس وصحافته.....
• أن زيادة الرواتب الجامدة منذ تولي السيد الرئيس لمهامه - إذا استثنينا النقل والسكن - لم تجد لها فرصة للبحث في لقاء الرئيس ، رغم أنها تشكل العامل الأهم في انتشار الفقر بين الطبقة العاملة ، والتي تحولت من طبقة وسطى إلى طبقة كادحة، تعاني ظروفا قاسية مما اضطرها للإستدانة الدائمة من البنوك الإبتدائية بأرباح تفوق 13 % مما سبب أرباحا معتبرة لهذه البنوك كما أكد على ذلك السيد الرئيس.ليبقى العامل في الوظيفة العمومية بلا استثناء رهين وضع كارثي ، لم يجد حتى الآن طريقة لقناعات السيد الرئيس.
• أن نسبة النمو المعبر عنها ب 5.5 % ، لم تغير شيئا في الواقع المعيشي للمواطنين ، فكل الأرقام الإقتصادية الضخمة التي قدمها السيد الرئيس والمطمئنة على حد قوله ، لم يستفد من ريعها الموظفون ، ولا المتقاعدون ، ولا الشباب العاطل عن العمل ،........ وإنما بقيت أرقاما لجلب الدعم الخارجي، والقروض تتم على ما يبدو فبركتها لإرضاء الشركاء.
• أن الضوضاء كانت تملأ القاعة ، وأن أصوات المعارضين لم تلق آذانا صاغية في لقاء الشعب رغم أن السيد الرئيس طلب ذلك ولكنها غيبت بقدرة قادر حتى لا تشكل إزعاجا ، للحزب وللجنة التحضير ، التي يبدو أن أصواتا نشازا تسربت إلى الداخل من حيث لا تشعر، وسببت إرباكا للسيد الرئيس الذي كرر ( أرجو الهدوء ) أكثر من 20 مرة خلال اللقاء .
• أن السيد الرئيس لم يأت للقاء الشعب على ما يبدو ، وإنما جاء لتبليغ رسائل من بينها ، أنه لا ينوي الرحيل ولا التنازل عن السلطة ، مهما تعالت الأصوات ، وأن مشاكل المواطنين كلها إنما هي نتاج نظام ولد الطايع وأعوانه ومرافقيه ، وأن الوضع الإقتصادي الذي يراه هو ما تصوره له حكومة معالي الوزير الأول ، ونواب الأغلبية، وينسى أن أولئك وهؤلاء هم من أوردوا من سبقوه للسقوط ، ولا يعترفون إلا بصاحب الغلبة.