لقاء الشعب: موسم هجرة الرسميين والفضوليين إلى الشمال

معظم وزراء الحكومة تحركوا إلى الشمال، وبالتحديد إلى أطار، ومنذ أيام، حيث تظاهر قسم منهم بإجراء زيارات تفقدية لمنشئات تابعة لقطاعه في الولاية، كوزير الدولة للتهذيب الذي تفقد فصولا أفرغتها العطلة وسكنها الغبار...

وذكر مراسلنا بأطار أنه أحصى حتى مساء أمس ما يزيد على 17 وزيرا وشاهد فيلقا من الأمناء العامين والمستشارين، أما المديرين ورؤساء المصالح والموظفين فكتائبهم تزحف في كل احياء المدينة كل يبحث عن جبل يأوي إليه ليشهد الحدث الذي أطلق عليه أحد المتكلمين المحليين "بيعة أهل أطار المتأخرة" لمن أخرجهم من السلطة.

وبالإضافة إلى موظفي الدولة المسيَرين هنالك رجال الأعمال والنواب وهنالك الضباط وضباط الصف، وهنالك الشعراء والغاوون والمثليون والفضوليون كلهم تداعوا إلى هذا السرك الإعلامي المقيت الذي يستقطب الاهتمام لساعات ثم تذهب العبارات جفاء وما ينفع الناس لم يبذر أصلا لكي يمكث في الأرض الصخرية الجرداء التي عانت وعانى أهلها من إقصائية ليس لها ما يبررها...

باختصار الدولة تحولت إلى متعهد حفلات... إلى منظم رحلات استجمامية ينعشها الرئيس على وقع التصفيق والزغاريد وأهازيج النصر المبين على معارضي النظام وحساده... وحول كل هذا الجنون وفي غمرته تتخذ إجراءات أمنية صارمة لتأمين الرئيس وتأمين المسارات المؤدية إلى مساره، فالتشكيلات الأمنية تجاوزت 400 عنصر وتعمل عبر وحدات مستقلة ينسق بينها ضباط من الحرس الرئاسي على اتصال بفخامة القيادة الوطنية شخصيا... وحتى فيلق الكلاب البوليسية استنفرت مفرزة منه للشم والدهس والنباح، ففريسة بحجم لقاء الرئيس بالشعب تجتذب الزواحف والكواسر والقوارض ورأسيات الأرجل والخفافيش والحرباءات والببغاوات، وحضور الكلاب في هكذا جمهور يبقي الأمور تحت السيطرة...

كل هذا الحشد العظيم سيستمع إلى حوليات عصارة فكر رئيس الفقراء بعد ثلاث سنوات من الهرطقة الأحادية وعندما يدرك الرئيس الصباح ويسكت عن الكلام المباح تخرج أطار من كابوسها وتصبح على واقعها المزري وقد تحولت آثار الحشد إلى تلال قمامة وغبار وفقاعات كلامية يحسبها الآدراري ماء حتى إذا جاءها لم يجدها شيئا.

التهامي ولد امحيمدات