كشف سجناء حركة 25 فبراير، تفاصيل مثيرة عن وضعيتهم داخل السجن، وقال السجناء في بيان لهم توصلت صحيفة "ميادين" بنسخة منه: "ليس من الغريب و أنت تعيش في بلد مثل موريتانيا أن يأتي عليك العيد داخل السجن ، ففي البلاد التي يحكمها العسكر يعتبر التعبير عن الرأي جريمة يجب أن ينال مرتكبها جزاءه وأن يزج به في السجن ، حيث تتجذر المعاناة و تتجلى معاني اللإنسانية ، ففي السجن لا وجود لحقوق السجين و لا يحق له أن يتمتع بتنفس الهواء النقي و رؤية ضوء أشعة الشمس .
لا يحق للسجين في موريتانيا أن يطالب بأي شيء و إن فعل فمصيره السجن الانفرادي في زنزانة قذرة تفسر سبب تخلف الدول التي يحكمها العسر.
في السجن لا توجد رعاية صحية (التسرب اليومي لمياه الصرف الصحي داخل العنابر التي يسكن السجناء).
.. يوميات السجن تتميز بالألم وبعجرفة العسكر ، حيث يسمح بالزيارة يومين في الأسبوع فقط ، و تتم الزيارة من وراء شباك ضيق ، يجعل السجين يعاني لتمييز ملامح الزائر ، بل إن من الصعب التعرف على الزائر ، وبعد عملية التعرف على الزائر يطل عليك العسكري ويقول في سادية مفرطة : "انتهت الزيارة" ؛ وهذا من الأمور المزعجة في السجن ، فلا يسمح بالزيارة ، وإن سمح بها فإزعاج العسكري يحول دون أن تكون طبيعية.
في السجن لا توجد مكتبة أو على الأصح "المطالعة ممنوعة" وهو أمر طبيعي أن لا يسمح العسكر بالقراءة.
ومن الأشياء الغير طريفة، أن العسكر المشرفين على السجن يمنعون دخول بعض الكتب و ذلك بحجة عدم فهمهم لمضمونها ، و ليس هذا غريبا فالكتب تحمل فكرا وتسرد قصصا للتذكير والتعبير والإفادة ، والكتب ترسم مستقبلا أفضل ينال الإنسان فيه حياة كريمة ، أما العسكر فهم لا يفهمون مضمون الكتب ، لأنهم يسجنون الفكر و يقمعون الرأي و ينظرون إلى شعوبهم على أنها لا تستحق الحياة و لا يناسبها التقدم.
وبعد الزج بنا وراء القضبان و أثناء ما عايشناه من يوميات مضطربة ، تأكدنا من شيء واحد هو أن بلادنا الغالية موريتانيا تقبع في سجن مظلم و موحش ومخيف ، إنه "حكم العسكر".
ويجب على جميع المواطنين الموريتانيين وفي مقدمتهم الشباب أن يتحدوا ويستعدوا لطرد شبح العسكر الذي ظل يخيم على الوطن من ١٠ يوليو ١٩٧٨ إلى يومنا هذا.
و في نفس السياق لا يمكننا أن ننسى جهود فريق الدفاع الذي يضم مجموعة من المحامين الموقرين ، الذين دافعو عن الرأي ووقفوا في وجه الأحكام المسيسة الباطلة وقدموا مرافعات ستظل خالدة في مجال الدفاع عن الحقوق و إنصاف المظلوم ، وقد زادتنا مرافعاتهم قوة وإيمانا فلهم كل التقدير.
نشكر كذلك جهود زملائنا المناضلين الذين وقفوا إلى جانبنا و نشكر كل من ساندنا وأنصفنا.
في الختام لا يفوتنا أن نحيي زميلنا المناضل الشيخ باي ولد الشيخ محمد ، و أن نبارك للشعب الموريتاني هذه المناسبة المجيدة ( عيد الأضحى المبارك).
حامد ولد بلال
المصطفى محمد مولود
جمال ولد حمود print