قد يكون من نافلة القول التأكيد على أهمية إقامة أي منشأة صحية مهما كان حجمها ، فالمستشفى الجهوي الجديد بكيفه أنشئ ليكون معلمة صحية ليس داخل البلد فحسب و لكن في شبه المنطقة التي نحن بها.
إن مثل هذا الإنجاز الصحي عمل يذكر فيشكر لكل من ساهم من قريب أو بعيد في إنجازه، لكن علينا أن نتذكر دائما أن القول و التخطيط النظري إذا لم يصاحبه فعل و تخطيط واقعي فإن الجدوائية ستكون شبه معدومة.
إن المتتبع اليوم لتعليقات المواطنين الذين ألجأتهم الظروف إلى هذا المستشفى يدرك ببساطة الامتعاض الشديد من الصعوبات التي يتعرضون لها بدء من الذهاب إليه و ما يرافق ذلك من بحث عن وسائل نقل غير متوفرة و إن توفرت فبأسعار باهظة ، إضافة إلى طريق غير سالك و مرورا بالبحث عن الأدوية التي غالبا ما يكون أغلبها غير متوفر بصيدليات المستشفى فيضطر المواطن المسكين المرهق أصلا إلى البحث عن وسيلة نقل توصله إلى حيث يجد الأدوية المطلوبة حيث تم منع كل أصحاب الصيدليات من الاقتراب و لو لمسافة كيلومتر واحد من هذا المستشفى لحاجة في نفس من يهمهم الأمر، و هذا قليل من كثير من المشاكل التي يعاني منها زوار هذا المستشفى.
إن على القائمين على أمر هذه المنشأة الطبية الكبيرة أن يبادروا إلى حل المشاكل الجوهرية التي تمنع المواطن المسكين من أن يجد لذة التمتع بمثل هذه المنشأة و حتى لا تتحول نعمة إنشائها إلى نقمة يتأثر بها أساسا الضعفاء من هذا المجتمع الذين لا يحتاجون إلى مزيــــــــد معاناة.
و الله الموفق