يعيش المرضى وذووهم عند بوابات المستشفى الجديد هذه الأيام وضعا جحيميا بسبب قرار جائر وغبي إلى أبعد الحدود يقضي بعدم فتح أي مستودعات صيدلية أو أي محال تجارية في محيط المرفق واشتراط قبول ذلك على مسافات تبلغ الكيلومترات.
وقد لجأ المرضى ومرافيقهم إلى البحث عن وصفاتهم في الصيدليات القديمة عند المستشفى القديم و في مركز المدينة وهو ما يعرض أصحاب الحالات الحرجة والاستعجالية من المرضى للموت المحقق لما يأخذه الوقت طلبا للعلاج من بعيد.
وتترك السلطات شأن المرضى للصيدلية الداخلية التي لا توفر عشر المطلوب في الوصفة الشيء؛ الذي يضاعف التكاليف على المرضى الذين ينفقون في التنقل بين المستشفى ومركز المدينة أضعاف ما يشترون به الدواء.
ويعود الأمر إلى كلمة شاردة أدلى بها الوزير الأول - الذي لا يخبر المدينة ومدى عزلة المرفق الصحي الجديد يوم التدشين - يأمر فيها بأن لا تتعدى الصيدليات والمتاجر مركز المدينة ،وهو ما أخذه الوالي بجد كبير فرفض مادون ذلك ليتحول المستشفى الجديد إلى وكر لعذابات المرضى وذويهم واستشاط الناس نحوه بالغضب والسخط نادبين حظهم على فقدان مركزهم القديم.
جميع السكان مرتابون من موقف السلطات من المرضى الذي يتعرى من أدنى درجات الرحمة والمسؤولية ولا يقبله عقل ولا يخضع لأي منطق.
المهتمون وجمعيات الدفاع عن المستهلك يخشون من أن يسبب هذا القرار قيام أطراف ببيع الأدوية بالمستشفى على طريقة النعناع و"أنبسام" والحلوى التي يحملها الأطفال في الشوارع لإضطرار المرضى للحصول على الدواء بأي طريقة.
لقد تعود سكان هذه المدينة أن تتعامل معهم السلطات بقساوة فتجوعهم وتعطشهم و وتهمشهم وتستخف بمشاعرهم وتحتقرهم ولا تولي أي اهتمام لمصالحهم واهتماماتهم غير أنه لا أحد هنا يتوقع أن يحدث ذلك مع مرضى يئنون على أسرة الموت فلا يجدون دواء ولا فاكهة ولا علبة ماء.
فهل قررت هذه السلطات إعدام هؤلاء المرضى؟ ما الذي حدث بالضبط ؟
هل يعتقد ولد حدمين ووالي لعصابه أنهما ناجيان مما خلفه هذا القرار الغبي من أضرار للمرضى والسكان عموما.