ا أصدرت منسقية أحزاب المعارضة صباح اليوم بيانا ، هنات فيه الجيش الوطنى بمناسبة عيده ودعته إلى تحمل مسؤولياته و حثته على أن يكون ولاءه للوطن لا للحكام.
وهذا هو نص البيان :
إن تخليد العيد الوطني للقوات المسلحة و قوات الأمن يمنحنا فرصة لتقديم أخلص التهاني وأطيب التمنيات لقواتنا المسلحة وقوات أمننا، و إنها لذكرى هامة جداً للأمة الموريتانية عامة، خصوصاً أنها جاءت في سياق وطني وإقليمي ودولي يمتاز بمخاطر عديدة تمس السيادة الوطنية، و تهدد وجود الدولة. إنها لمناسبة لنتوجه إليكم ـ أيها الضباط وضباط الصف والجنود ـ بهذا النداء الخالص باسم الشعب الموريتاني: إنكم باختياركم لمهنتكم النبيلة قد تبنيتم ـ بكل نبل ـ خدمة موريتانيا بكل ما تملكون ، والدفاع عنها بالغالي والنفيس من أجل الاستقلال الحقيقي وحماية الحوزة الترابية والحقوق والحريات. إن اختياركم لمهمة استثنائية يُلزمكم بواجبات لا تقل استثنائية وخصوصا التحلي بالشجاعة، و روح التضحية، والوفاء و التقيد بقيم الجندية، ويجعل منكم مواطنين غير عاديين يستوجبون من الأمة كامل التقدير و التشريف و الاحترام. إنكم لم تنتموا للمؤسسة العسكرية والأمنية لتكونوا سدنة نظام يخترق الدستور، ولا لتكونوا خدما لمصالح ضيقة مهما كانت ولأيٍ كان، ولا للخنوع لأفراد أو مجموعات ضغط. إن مهمتكم النبيلة تنآى بكم - إيباء - عن السكوت على الخروقات المشينة للضوابط العسكرية المعهودة، و طبعا فإن أبناء مؤسستنا العسكرية لم يخلقوا ليكونوا أدوات قمع لشعبهم و لا للتعتيم على نهب موارد بلدهم و الدفع به نحو المجهول وإنما لخدمة المصلحة العليا للوطن. إن اختياركم لهذه المهنة الشريفة يجعل منكم وجه الأمة الذي يعكس وحدتها الوطنية و تعلقها بالسلم الأهلي بعيدا عن التجاذبات السياسية و عوامل التفرقة والأراجيف. إن بلادنا تمر هذه الأيام بمرحلة جد دقيقة من تاريخها، إذ تحاصرها المخاطر من كل حدب و صوب : انسداد سياسي قل أن عرفت البلاد له مثيلا، فوضى اقتصادية تحمل في طياتها نهبا سافرا لموارد البلاد و خيراتها، توترا اجتماعيا يهدد الوحدة الوطنية في أركانها الأساسية، شبح مجاعة لا تبقي و لا تذر، انعدام الأمن داخل البلاد وعلى حدودها، و أوضاعا إقليمية لا تخلو من مخاطر تهدد استمرار الدولة وسلامة أراضيها. إن الوضعية الحالية التي تثير جدلا حول موقع الجيش على الخارطة الوطنية و ما يترتب على ذلك، لمليئة بالمخاطر على موريتانيا مما يستوجب من الجميع النظر بتمعن فيما قد ينجم عنها من عواقب. و إن كان موقع الجيش مثار جدل اليوم على مستوى قطاعات واسعة من شعبنا، فإن ذلك بعيد من أن ينم عن أي موقف سلبي منه أو أي عداء لهذه المؤسسة الموقرة التي لا غنى للوطن عنها، إذ هي درع السيادة الوطنية وحصنها المنيع، على العكس، فإن هدفنا هو النأي بهذه المؤسسة عن كل المخاطر التي قد تنجر إذا ما انحرفت عن مهمتها الأصلية النبيلة. إن موقع الجيش، بفصائله المختلفة، هو الخطوط الأمامية للدفاع عن حوزة التراب الوطني، بعيدا عن دهاليز السياسة ومناوراتها. وبدورها ، فإن قوات الأمن لتجد موقعها الطبيعي في النقاط الحيوية داخل المدن للسهر بصورة دائمة على أمن المواطنين وسلامتهم ، بعيدا عن قمع المظاهرات واختراق الأحزاب و إهانة الفاعلين السياسيين. إن الجندي يجب أن يكون حيث ما استدعاه واجبه الوطني، نائيا بنفسه عن مكائد السياسة وحبائلها وعن دوائر الصفقات وميادين السمسرة . إن عهد الدكتاتورية قد ولى لأنها تجربة قد أثبتت فشلها عالميا في ضمان النمو و الاستقرار و الحكامة الرشيدة. أما أن تكون السلطة اليوم بقبضة ضابط لم يتخل عن البزة العسكرية إلا ليجلس على الكرسي الرئاسي، فهو في الحقيقة مصدر الأزمات التي تعيشها بلادنا اليوم و المآسي التي تهدد شعبنا. لقد آن الأوان لأن تتغير هذه الأوضاع و أن يأخذ جيشنا الوطني وضعه الطبيعي : جيش جمهوري موحد مهني و مستقيم لا يدين بالولاء إلا للمؤسسات الجمهورية. إن الوقت قد حان لأن يعود الجيش حصنا منيعا لشعبنا ضد أي اعتداء خارجي و ضامنا لاستقرار بلادنا و سير مؤسساتها على النهج القويم. إنكم في النظام الجمهوري و بالنظام الجمهوري وحده ستصبحون مفخرة الشعب الموريتاني وواجهة وحدته و انسجامه الوطنيين". عاشت قواتنا المسلحة عاشت قوات أمننا عاشت موريتانيا.