كل معالم حي " القديمه" في كيفه اندثرت أو هي في طور الانقراض، بقايا و شواهد تتحدث بصمت عن بدايات تأسيس مرحلة فارقة من تاريخ موريتانيا الحديثة تمحي أمام الأجيال المتعاقبة، من أبناء هذه المدينة، دون أن تجد فيهم عرفانا بجميلها في احتضانهم أيام الطفولة، و الدراسة، و المراهقة، و حتى اللحد.
أي إهمال هذا الذي تواجه به الساكنة عموما، والنخب خصوصا مدينتهم و خاصة حي " القديمة" بما يمثله من رمزية للتنوع الثقافي، ومقاومة الاستبداد و الطغيان، و تنوير الفكر و الانفتاح على العالم.
كل شقيقات كيفه اللواتي عاصرنها في مرحلة النشأة، تحظى باهتمام متزايد من طرف أبنائها و آخرهن "تجكجه" التي تحتضن هذه الأيام " فعاليات الأيام التحسيسية حول حماية حي القديمة (أكصر تجكجة العتيق)، تحت" شعار بتضافر جهودنا جميعا نعيد أحياء مدينتنا التاريخية، المنظمة من طرف أطر ووجهاء المدينة بالتعاون مع وزارة الثقافة والصناعة التقليدية وبلدية تجكجة".
هي صرخة تطلقها مدينة كيفه، و خصوصا حي " القديمه" إلى كل المنحدرين منه، أو الذين تعلموا كتابة الحروف و التعبير في فصول مدارسه العتيقة، و أصبحوا سينمائيين، أو قادة و مفكرين، أو رجال أعمال و سياسيين، أو منتخبين أو إعلاميين أو إداريين و حقوقيين، من انتشالها من الإهمال، و حماية ما بقي من شواهد " كصرها" حي القديمة ،و تراثه من طي النسيان.