خلال السنوات الماضية كان الوالي والحاكم يشكلان مركز اهتمام المواطنين وكان مكتباهما قبلة للناس لطرح القضايا والمشاكل والحصول على المنافع وتلبية الحاجات ، وكان المواطن ينتظر اليوم الذي يلتقي فيه بأحد هذين المسؤولين كي ينجز مهمته ونظرا لقيمة وقت الوالي و الحاكم يعلق جدول زمني لتنظيم تلك اللقاءات .
والذي يمر اليوم بأحد المكتبين سيترحم على زمان كان فيه الوالي والحاكم محط اهتمام الجميع قبل أن تصبح مكاتبهما أوكارا مهجورة .
هم اليوم لا يفعلون شيئا في موضوع الأراضي ولا الحالة المدنية وليست بهذه الولاية أية أنشطة أو مشاريع تنموية تشغل بال هؤلاء ، ثم إنهم عاجزون عن حلحلة أي من مشاكل السكان المتعلقة بالعطش والظلام والجوع وسوء التغطية الصحية ؛ فهم في هذه المجالات لا حول لهم ولا قوة . فقط متمسكون بوظائفهم مهما فشلوا ،مستمرون في الدفاع المستميت عن صاحب الفخامة وحكومة معالي الوزير الأول .
لقد وأصبحت مهمتهم مقتصرة على بعض الاجتماعات الأمنية الأسبوعية أو الذهاب لاستقبال وزير أو افتتاح ملتقى .
تلك هي سمة كافة المرافق العمومية بهذه الولاية منذ 6 سنوات،حيث يعيش القائمون عليها فراغا قاتلا نظرا لتوقف الدولة عن تكليف هذه المصالح بأية مهام وافتقارها للحد الأدنى من الوسائل.