ا تتميز المجتمعات البشرية المتحضرة بخصائص اجتماعية وثقافية متعددة تجعل المجتمع متماسكا ومتعاونا دون أن يكون ذلك بالضرورة تحت غطاء نفعي أو رسمي أو قبلي .. وإذا كانت الدولة من خلال مؤسساتها المتعددة مسؤولة عن الحياة الآمنة للمواطنين والخدمات المناسبة لهم وفق المستطاع والبحث عن حلول لمختلف المشاكل والأزمات الاجتماعية التي قد يتعرض لها المواطن فهي قد تخلت عنها وتركتها لسماسرة حقوق المواطنين علي شكل شبكات من المفسدين الغير مؤمنين بالمواطنة . أخي القارئ والحالة هذه ذلك لا يلغي دور المجتمع المدني والمؤسسات الأهلية في تطوير الخدمات وتوعية المواطنين والبحث عن ما أمكن من حلول ناجعة لبعض المشاكل التي يعاني منها بعض الأسر أو الأفراد داخل المجتمع فوجود هيئات المجتمع المدني ذات النفع العام دليل علي التقدم الحضاري والبعد المدني عكس ما يتصور البعض فهي تعبر عن نوع من الحس الوطني الراقي والمسؤولية الكبرى اتجاه الوطن. إن المجتمع المدني بالعصابة حديث النشأة هش المكونات فاقد الوسائل ومهمل ومع ذلك فثمة نشاطات تذكر ويشكر أصحابها في مجال خدمة المواطن .لكن تجب الإشارة إلي أن هناك أمور يجب الإشارة إليها أيضا لأنها هي التي تنخر جسم المجتمع المدني في العصابة ألا وهي أن البعض أصبح يقتات باسم هذه المنظمات ويتسول بها في الداخل والخارج ثم لا يجد حرجا في الاستحواذ علي ما يقع في يده تحت يافعة رعاية اليتامي أو الأسر المحتاجة أو المساهمة في تطوير مفاهيم اجتماعية معينة كالخفاض و وحقوق الطفل والمرأة و....... يضاف إلي هذا كله قرب بعض القائمين علي هذه المنظمات والهيئات من الإدارة وما يجري في كواليسها مشكلين تغطية للقائمين علي الشأن العام جعلت المواطن بعيدا من الإدارة فتجد مثلا في الاجتماعات داخل مختلف الهيئات الخدمية والتي من المفترض أن يكون للمجتمع المدني دور مراقب فيها مغيب تماما أو ممثل بمن يخضع لرغبة الإدارة ولا يعاكسها في أي شيء . إن هذا الواقع المر الذي يعانيه المجتمع المدني في لعصابة ليس مرده أنها ليست هيئات منتظمة وبها مقرات دائمة وبها أشخاص متطوعين يوجد عكس ذلك لكن الفساد المستشري في الإدارة وبعد المواطن منها وعدم قدرة القائمين علي تحريك ديناميكبة التنمية والعدالة والشفافية ومكوث بعض رؤساء المصالح أكثر من عشرين سنة وجهوية المناصب وتكرار المطالب الخدمية وتكدسها وعدم ضخ دماء ذات خبرة وكفاءة تعطي دفع جديد للتنمية جعل الإدارة تتبني دوما وعلي رؤوس الأشهاد أن المجتمع المدني بالعصابة مختلف وغير موجود وأن مركزية القرارات تملي عليها تنفيذها فقط دون مشورة من يستشار هي ذرائع فقط يرجي من ورائها مآرب أخري لا أكثر ومن هذا المنبر فعلي الجهات المعنية المحلية والمركزية معالجة هذه الظواهر السيئة بالطرق المناسبة حتي لا تنفجر هموم الناس ومشاكلهم .
سيد المختار الملقب الحمد ولد احمد الهادي