دأب خطيب الجمعة في أحد جوامع مدينة كيفه على اختتام خطبته في في الدعاء على رئيس جمهورية مصر السيد عبد الفتاح السيسي كما يدعو تماما على اليهود المغتصبين وعلى النصارى الكافرين.
وتلقى هذه المسألة استهجانا واستغرابا كبيرين لدى الكثير من المصلين الذين يرون ذلك مجالا يبتعد عن اهتماماتهم و شؤونهم المحلية اليومية التي تطرح نفسها بقوة وأنه أمر يفرقهم ولا يجمعهم.
فقد كان أجدر بفضيلة الإمام حسب هؤلاء أن يتحدث عن المشاكل المتشعبة للسكان"المصلين" كالعطش والجوع والغلاء وسوء سير الخدمات العمومية وما تواجهه المواشي من قحط فيطلب إلى السلطات الرأفة بالعباد وحلحلة هذه المشاكل ومساعدة المواطنين"المسلمين" في هذه المسائل الحيوية التي تعني لهم كل شيء.
إنه على هذا الإمام أن يدعو المصلين إلى نبذ الكسل والاتكالية والإصطفاف القبلي والفيئوي وحثهم على الامتثال بالقيم المدنية وعلى الوحدة والتآخي والتكافل والمحبة.عليه أن يدعو الشباب إلى التحلي بتعاليم الدين الإسلامي الوسطية السمحة والابتعاد عن الغلو والتشدد والتكفير وأن يتضرع إلى الله أن يصلح ويهدي ولاة أمور المسلمين.
أمور حيوية كهذه هي ما يهم المصلين في مدينة كيفه هذه الأيام وهي ما يصغون إليها بكل جوارحهم ، ولا يكترثون بأن تزلزل الأرض من تحت أقدام السيسي ولا يولون أدنى اهتمام بالدعاء له أو عليه.
لا ينبغي بأي حال من الأحوال أن يصطحب إمام المسجد ما بنفسه من عقيدة ايديولجية أو مواقف سياسية تخصه أو تخص تياره أو حزبه فيقذف بها من المنبر المقدس بهذه الوقاحة إلى مئات المصلين الذين لا يتفقون معه بالضرورة في رأيه في هذه الأمور الدنيوية.