شارك الباحث الموريتاني محمد بابا ولد موهدا في مؤتمر دولي بعنوان"التهميش واللامساوة من السياق المحلي إلى العالمي" نظمته جامعة الأخوين بالمغرب، خصص لمناقشة ظاهرة التهميش واللامساواة وأسبابها وطرق اشتغالها وآثارها وكذا إبعادها المحلية والدولية.
وحملت الورقة العلمية لولد موهدا والتي قدمت في المؤتمر السنوي الثالث للعلوم الاجتماعية عنوان "من أجل مقاربة شاملة لحل مشكل اللامساواة التاريخية (فئة الحراطين في موريتانيا نموذجا)"، وتطرقت للأسباب المؤسسية والهيكلية لتهميش الحراطين، و نقاط قوة وضعف المقاربة الرسمية المعتمدة لحل مشكل اللامساواة التاريخية الخاص بشريحتهم، مع تقديم مقاربة بديلة للمقاربة الرسمية رآى أنها ستعجل من طي صفحة هذا المشكل .
ونبه ولد موهدا أنه وبالرغم من انهيار منظومة الاقتصاد الريفي والتي كانت مسؤولة عن وجود الواقع الذي أنتج هذه الشريحة (بفعل الجفاف في سبعينات القرن الماضي) ومما كان يعني نظريا سهولة تسوية مشكل اللامساواة المطروح بقوة لهم ، فإن الذي حصل هو استمرار وتعقد المشكل عبر إعادة إنتاجه بشكل جديد وبصورة توضح ان السياسات الرسمية المتخذة لمعالجته إنما نتج عنها تكييفه مع ظروف المدينة والإبقاء على شروطه فاعلة بترك هذه الشريحة تخدم في الوظائف الدنيا كالحراسة والخدمة المنزلية، والمنزلة الواطئة في الاقتصاد والجيش والتعليم والقضاء والصحة .
وارجع الباحث الموريتاني عدم نجاح السياسات المتتالية في معالجة مشكل اللامساواة للحراطين في موريتانيا إلى عدم مراعاتها للأشكال المزدوج لمعالجة الظاهرة حيث تتم في ظل شروط غير التي أنتجتها، ومن دون مقاربة شاملة وفي غياب جهة مركزية مسؤولة عن التخطيط والتنسيق والتنفيذ لتلك السياسات.
وقد تقدم الباحث في ختام ورقته بجملة من التوصيات لحل مشكل اللامساواة التاريخية للحراطين إلى جانب تقييم نقدي للتجربة الرسمية الموريتانية يساعد على تطوير مقاربته والنظر في إمكانية نقلها إلى مجتمعات أخرى لمعالجة مشاكل اللامساواة و التهميش المطروحة لفئات داخلها.