معرفة الداء جزء من الدواء ،والحكمة تؤخذ من غير حكيم،ورب رمية من غير رام، مازلت أتلمس عوائق التعليم وأنثر نتفا منها على النحو التالي : أولا:تسييس التعليم:يتجلى في اللغة:فتراثنا مدون بلغة الضاد،ولسان ديننا عربي مبين ،ودستورنا ينص على أن العربية هي اللغة الرسمية.إلا أن المستعمر غرب جيلا من بني جلدتنا،صنعه بيديه، وأرضعه بثديه،نشأ وترعرع في حضن إدارته، وبين جدران مدرسته،ورث الإدارة، وصار يتعصب له، يكتب ويراسل ويتكلم للأمة وإن كان رئسا بلسان أعجمي، يخشى التعريب خشية المؤمن من السعير.ضف إلى هذا أن السياسي لا يعف ويتزلف للمواطن، ويعزف له ويدغدغ مشاعره ولو بخراب وطنه.فصارت اللغة العربية كأنها تحتاج إلى إجماع وطني رصين. بعض المواد:تحت ضغوط سياسية خلت، أدخلت مواد جوفاء كالتربية الفنية، وحورت التربية الإسلامية بإسم الإصلاح، ومططت مواد وأطنبت أخرى كالتربية المدنية،حتى صار المربي ينفق الوقت في الشكل دون الجوهر، وتلتبس عليه الغاية بالوسيلة.أليست روح الإسلام، وطلاقة اللسان بلغة الضاد، ولغة المتغلب (الفرنسية)، وحل عقد الحياة البسيطة بأبجديات الحساب بيت القصيد ومربط الفرس. ثانيا:الفراغ القانوني إن تحويل المعلمين وسبل ترقيتهم ومعايير التكريم غالبا تحت السلطة التقديرية للمدير والمفتش.فنحتاج إلى قوانين ترشد المشرف وتلجم المسرف.ومن عجب على سبيل المثال أن تر ى معلما حبر اكتتابه لما يجف بعد،يدير من شاب رأسه وهوى إلى المعاش في خدمة التعليم . ثالثا:القرى:فمدارس الريف مدارس سياسية غالبا يكون المعلم فيها شاهد زور وخائن أمانة من خلال تقارير يزيد فيها عدد التلاميذ وسير الكفالة،ومغلوب على أمره.المعلم في نظر القرية ليس سوى بعرة تدل على البعير ومعلما من معالم وجودها كالبئر والسد ووحدة الحزب الحاكم لا أكثر. فتسيس التعليم وهشاشة المحتوى وفوضوية التقري أفاعي يجب بترها،وعوائق لابد من دفنها
غالي ولد الصغير [email protected]