من المعروف تاريخيا أن ثقافة النخبة السياسية,قد تبلورت في الخارج إلا نسبة ضئيلة منها تشكلت في الداخل ,ونظرا للارتباط بالخارج فإنها بعد خطاب النعمة أصبحت في حيرة من أمرها ,إذا طلبت العلاج في الخارج فقد جربت أطباء تدويل القضايا الوطنية ,الذين شخصوها في السابق واعتبروا أن علاجها بيد الشعب الموريتاني وحده .وإذا حاولوا العلاج في الداخل وعرضوا أنفسهم على الشعب فإن الشعب له دواء واحد وواحد فقط وهو صناديق الاقتراع .إذا لا علاج للوضعية الراهنة للنخبة السياسية إلا عن طريق العودة إلى الشعب .فعلى المعارضة بكل ألوانها الرجوع إلى أحزابها ويقوم كل حزب بإجراء استفتاء داخل حزبه حول قضية الحوار كما تقوم الأغلبية باستفتاء لأحزابها وبذلك تتم حلحلة قضية الحوار ونقلها من ميدان رؤساء الأحزاب الذين انعدمت بينهم الثقة إلى ميدان مناضلي أحزابهم ,وبالتالي تصبح قضية الحوار قضية شعب وليست قضية يتحكم فيها شخص معين أ وأفراد كما يخفف الضغط السياسي عن رؤساء الأحزاب ويعفيهم من تحمل المسؤولية التاريخية عن أرواح وممتلكات هذا الشعب البدوي المسلم المسالم الذي خلقه الله ذرية بعضها من بعض.
إن كافة الأحزاب السياسية تفتقد الشرعية للحديث حول الحوار لأنها لم تشرك مناضليها في القضية وهذا ما يحرمه النظام الأساسي لأحزابها بل أصبحت قضية الحوار قضية تم اختطافها من يد مناضلي المعارضة والأغلبية وعليه فإن خطاب رئيس الجمهورية في النعمة جاء لإخراج النخبة السياسية من غرفة الإنعاش والنزول بهم من أبراجهم وعماراتهم وفنادقهم إلى الشعب الموريتاني إلى موريتانيا الأعماق ليشهد الجميع على الاستعداد لحوار وطني وأنه كرئيس للدولة وكمواطن مستعد للحوار دون قيد أوشرط ويرى الحوار بأنه ملك للشعب وليس للرئيس, وفي حالة بقيت المعارضة تصر على الشروط المسبقة وتراهن على الخارج وترفض الحوار وتنتهج سياسة لي الذراع فإن الخبر اليقين والمؤكد أن خطاب النعمة يحمل أيضا رسالة قوية موجهة للجميع بأن تغييرات جذرية قادمة لصالح الوطن و المواطن وأن للكعبة ربا سيحميها وأن القائد مازال هو هو في مواجهة الأيام الصعبة إرادته قوية وعزيمته صلبة وبوصلة تفكيره لا تتحرك عن مصلحة الوطن والمواطن ولو انطبقت السماء على الأرض.
سيد محمد ولد احمدو ولد الشيح