ليس منا من لم يسمع قديما ، عن السحرة و الكهنة و قراء الأكف ، و مفسري الأحلام ، و الكثير منا قرأ أو سمع مؤخرا من أشخاص مفوهين ، متخصصين في تحليل خطابات الرؤساء و تأويلها ، غائصين في متاهاتها ليجعل الفقيه منهم ، الخطاب دينيا بامتياز مطابقا للشرع ، تستنبط منه جميع الأحكام المستجيبة لكل نوازل العصر ، و يجعل منه الاقتصادي خططا محكمة لحل جميع الأزمات المطروحة للبلد ، و يجد فيه الإجتماعي ما كان ينتظره المجتمع من حل لمختلف مشاكله .
و لن تغيب قراءة المؤرخ و الفيلسوف و الطبيب ليختتم المحللون بالمهندس الذي يصف الخطاب بأنه متزن في كل الزوايا ، يقوم على الأسس و الدعامات اللازمة لتثبيته ، يقرأ أفقيا و عموديا و متين الأركان .
و في أيامنا هذه ، يجد سكان النعمة الحاجة أكثر من ماسة إلي هؤلاء المتخصصين لعل و عسى أن يجدوا لهم في مختلف محاور خطاب الثالث مايو ، ما يعزيهم في فقد ما كانوا يحلمون بأن يحمله إليهم الحشد الكبير .
و قبل أن يرد هؤلاء المتخصصون الخطاب صوفا ، بعد غزله نبشا و تنقيبا ، في خفياه لإخراج مضامينه ، لم أجد بدا من تجشم عناء تتبع أسطره ، محاولا تحليلها ، رغم بعدي عن التخصص و هو ما سيعكسه مستوى سطحية قراءتي للخطاب ، بل و حتى قصور فهمي دون إستعاب الكثير من معانيه .
فأنا أرى بين سطور هذا الخطاب مايلي:
يقول السيد الرئيس :
1- سيحل مجلس الشيوخ ، و هو ما يعنى بوضوح انطلاق برنامج استعجالي لأعلاف الحيوانات لصيف 2016 قبل نهاية مايو الجاري .
2- ستقام مجالس جهوية ، و بهذا الإجراء سيضخ الماء الشروب على وجه الإستعجال ، في كل بيت بالنعمة لتطوى صفحة العطش إلى الأبد .
3- سينطلق الحوار في ظرف 3 إلى 4 أسابيع بمن حضر ، الأمر الذي سيؤدي إلى انخفاض أسعار جميع المواد الاستهلاكية الأولية بسوق النعمة بشكل ملحوظ .
4- لا يوجد أي سجين رأي في البلاد ، و هذا يعنى أنه ستنخفض أسعار المحرقات بأكثر من النصف ، لتتراجع تكلفة تذكرة النقل من النعمة إلى إنواكشوط .
5- المعارضون ملفقون و كذابون ، و بهذا يعنى السيد الرئيس أنه ستمول بالنعمة نشاطات مدرة للدخل لصالح الشباب و النساء .
6- لدينا فائض أكثر من 30 مليارا في الخزينة العمومية ، و هذا إلتزام صريح من الرئيس بتوفير جميع التخصصات الطبية بالمرافق الصحية بالنعمة .
7- يقول السيد الرئيس إنه لا توجد عبودية بموريتانيا ، الأمر الذي سيؤدي إلى توسعة شبكة الكهرباء بالنعمة و عدم انقطاعها إلى الأبد .
8- سنستضيف القمة العربية ولو تحت الخيام ، و يتجلى هنا مدى إهتمام الرئيس بالتنمية الحيوانية ، حيث يعتبر هذا إعطاء إشارة الانطلاقة الفعلية لصندوق جهوي للقرض لصالح المنمين بالنعمة .
9- من رفض أن يكون رئيسا 2005 و 2007 ؟ و بهذا التساؤل يرد الرئيس على المشككين بمشروع التخطيط العمراني لمدينة النعمة بأن انطلاقته ستكون اليوم لا غدا .
10- لدينا شركة طيران وطنية يجب تشجيعها ، و منه يفهم بناء شبكة طرق عصرية تربط جميع أحياء النعمة بعضها ببعض .
11- لا تربطنا أي علاقة بتنظيم القاعدة ، و هو ما يعنى بالحرف الواحد فتح خط طيران مباشر أسبوعي بين انواكشوط و النعمة .
12- و أخيرا يقول السيد الرئيس إنه سيتم بناء ميناء بحري جديد ، و بهذا تكتمل فرحة أهل النعمة ، بأنه لن يتم مستقبلا إستهداف مدينتهم من طرف رؤساء البلاد في خرجاتهم الدعائية .
النهاه ولد أحمدو 22442289