قرار شجاع آخر يضاف لسجل حواء الموريتانية ممن تقلدت مناصب سياسية أو انتخابية كبيرة في الدولة الموريتانية الحديثة، لا يقل ربما شجاعة عن القرارات السيادية الأولى التي اتخذتها حكومة الاستقلال للتعبير عن الذات الوطنية، و إنهاء العمل بنصوص الاتفاقيات التي شلت من سيادة البلد، يتعلق الأمر هذه المرة بالقرار الذي اتخذته الوزيرة الأمينة العامة للحكومة زينب منت اعل سالم ،و القاضي بتعريب وثائق السيادة و دشنت ذلك بإصدار أول مأمورية سفر باللغة العربية، منهية عقودا من السلب، و هيمنة لغة فولتير على الإدارة الموريتانية في ظل إضمار النخب الموريتانية التفوق المطلق للغة الفرنسية بشكل جعل البعض يعتبر أن جهل هذه اللغة دليل على تخلف عميق ، لكن السؤال المطروح لماذا تتصدر السيدات الموريتانيات الريادة في الإصرار على تعريب الوثائق الإدارية، فقبل سنة من الآن أخذت رئيسة حضرية نواكشوط أماتي منت حمادي قرارا جريئا بتعريب مراسلات إدارتها، و وثائقها، و اليوم ها هي منت أعل سالم تدشن ذلك في القطاعات الحكومية كلها؟ ولكن هل للأمر علاقة بالشجاعة؟
يقال إن "الرجل الشجاع هو من ينظر في عيون الشيطان ليقول له أنت الشيطان" لكن المرأة الشجاعة هي التي تنتظر بهدوء اللحظة المناسبة لتنقض على الشيطان، وتوجه له الضربة القاضية، و بذلك تتقدم النساء على إرادة الرجال في بعض الأحيان بجرأتهن على قول الحق، ألم يقل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله لتلك المرأة العجوز التي عارضته في المسجد عندما أراد تحديد مهور النساء قائلة : بماذا يحل لك هذا والله يقول : " وآتيتم إحداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا." فقال عمر رضي الله عنه " امرأة أصابت، ورجل أخطأ. "
عال ولد يعقوب