الحمد لله وكفى ، وسلام عباده الذين اصطفى،
أما بعد، فإنه من المعروف المجمع عليه أن الشريعة لا تتبدل ولا تتغير والقائل بجواز الربا لغير ضرورة مـخالف لنص القرآن العظيم، ومخالفة القرآن العظيم مخرجة من الملة إجماعا، أعاذنا الله من البلاء.
والسيئات لا تتبدل حسنات إلا بالتوبة والعمل الصالح قال الله تبارك وتعالى: إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتـِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا
والربا من أعظم السيئات فكيف يتحول إلى حسنات دون التوبة منه. والله تبارك وتعالى يقول في محكم كتابه:
الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَوٰا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَـٰـنُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّـمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَوٰا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَـوٰا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَـٰـبُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَـٰـلِدُونَ
قال ابن كثير في تفسيره لهذه الآية:
أي: إنما جُــوزُوا بذلك لاعتراضهم على أحكام الله في شرعه، وليس هذا قياسًا منهم للربا على البيع؛ لأن المشركين لا يعترفون بمشروعية أصل البيع الذي شرعه الله في القرآن، ولو كان هذا من باب القياس لقالوا: إنما الربا مثل البيع، وإنما قالوا: إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَوٰا أي: هو نظيره، فلم حرم هذا وأبيح هذا؟ وهذا اعتراض منهم على الشرع، أي: هذا مثل هذا، وقد أحل هذا وحرم هذا! وقوله تعالى: وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَوٰا يحتمل أن يكون من تمام الكلام ردًا عليهم، أي: قالوا: ما قالوه من الاعتراض، مع علمهم بتفريق الله بين هذا وهذا حكما، وهو الحكيم العليم الذي لا معقب لحكمه،
ولا يسأل عما يفعل وهم يسألون، وهو العالم بحقائق الأمور ومصالحها، وما ينفع عباده فيبيحه لهم، وما يضرهم فينهاهم عنه.
وفي صحيح البخاري :
( اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ قَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ وَمَا هُنَّ قَالَ الشِّرْكُ بِاللَّهِ وَالسِّحْرُ وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَأَكْلُ الرِّبَا وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ وَقَذْفُ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ الْغَافِلاَتِ) هذا وإن الربا لا يجوز مع أي أحد، لا يجوز مع عالم، لا يجوز مع صالح، لا يجوز مع حملة القرءان، والشيخ علي الرضى لا يتعامل بالربا، ولا يدخل في عمل "شُـبَّـيْـكُو" أعاذه الله من ذلك.
ويطلب ممن عثر على أي أحد من وكلائه يتعامل بالربا مع الناس، أو يتعامل بما يُسمَّى "شُـبَّـيْـكُو" أن يبلغه عنه عاجلا عن طريق المواقع الإعلامية، أوالصفحات الاجتماعية،وهذا من التعاون على البر والتقوى، قال الله تبارك وتعالى وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَ ٰنِ وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ صدق الله العظيم وبلغ رسوله الكريم، صلى الله عليه وسلم، ونحن على ما قال ربنا من الشاهدين