قال أحمد ولد داداه رئيس حزب تكتل القوى الديمقراطية المعارض في موريتانيا إن الرئيس عزيز لايشكل جزءا من الحل لأنه هو نفسه لب المشكلة. وفق تعبيره وقال ولد داداه إنه اعترف بعزيز لإعطاء فرص وافرة للتعايش السلمي ، مؤكدا أنه كان دائما داعية حوار ، إلا أن غياب طرف محاور في المقابل دفعه مع المنسقية إلى استنتاج أن الرئيس يجب أن يرحل .
وأضاف زعيم المعارضة الديمقراطية -في مقابلة صحفية أجراها مع جون افريك- أن منسقية المعارضة عاكفة على وضع مشروع برنامج مشترك لتجاوز الوضعية الراهنة للبلاد ولتوفير البدائل . وفي مايلي ترجمة للمقابلة :
جون آفريك : لماذا تدعون لرحيل رئيس الدولة؟
أحمد ولد داداه: لقد كنا دائما دعاة حوار. لكن حصلت تراكمات من الإحباط. وبالتالي توصلت منسقية المعارضة إلى الاستنتاج بأن محمد ولد عبد العزيز لا يشكل جزء من الحل لأنه يشكل هو نفسه لب المشكل. إذن يجب أن يرحل.
جون آفريك: أليس منافيا للديمقراطية أن نطلب من رئيس منتخب أن يرحل؟
أحمد ولد داداه: ليس منتخبا بشكل ديمقراطي. فبعد انقلابه جعل نفسه يـُـنتخب في ظروف مشكوك فيها.
جون آفريك: مع ذلك اعترفتم بانتخابه…
أحمد ولد داداه: لقد انتهى بي الأمر إلى القول بأنني اعترفت به، لأنني أود أن أعطي حظوظا أوفر للتعايش السلمي. لكنه لا يحوز أية شرعية لا وهبية ولا مكتسبة.
جون آفريك: ما هي مآخذكم عليه؟
أحمد ولد داداه: إننا نأخذ عليه مجموع حصيلته سياسية كانت أم اقتصادية أم اجتماعية. لقد قدم نفسه خلال الحملة على أنه “رئيس للفقراء”، غير أنه أفقر الكثيرين، فـ 75% من السكان دون الـ 29 سنة ليست لديهم تكوينات ولا آفاق. علاوة على ذلك، وعكسا لكل الرؤساء الذين سبقوه، لم يتخذ أي إجراءات لتخفيف وطأة الجفاف. إذا كانت هذه السنة كارثية بالنسبة للمواشي، فلأن أي إجراء صالح لم يتخذ بشأن الزراعة. جون آفريك: لكنه جسد بعضا من تعهداته، بإطلاقه ورشات كبيرة أو بعصرنته لمدينة نواكشوط..
أحمد ولد داداه: أليس من المهم أن نربط ولاياتنا بدلا من إنشاء طرق معبدة سيئة في نواكشوط؟ بصراحة لا أرى أي شيء مهم (من إنجازاته) يستحق الذكر. فالأولوية تكمن في فك العزلة عن بعض ولايات الوطن بغية أن نضمن لها تموينا أسرع وسوقا أفضل. جون آفريك: إلى أي مدى أنتم مستعدون للتحرك من أجل الوصول إلى مبتغاكم؟
أحمد ولد داداه: نحن حزب ديمقراطي لا يستخدم إلا الوسائل السلمية. لقد زارت منسقية المعارضة كل الولايات لتتقدم بشروحها وتلتقي بالسلطات المحلية وممثلي الأحزاب والأعيان وكذلك مختلف القوى الاجتماعية والاقتصادية. جون آفريك: أي بديل تقترحونه؟
أحمد ولد داداه: لقد وضع تكتل القوى الديمقراطية برنامج حكومة مكون من 200 نقطة. واليوم فإن كافة أعضاء المنسقية يفكرون في مشروع مشترك. لا يمكنني أن أكشف عن خطوطه الكبيرة، لأنه ليس جاهزا بعد. لكنه سيكون كذلك قريبا لأن لدينا ثقة كبيرة في بعضنا البعض. جون آفريك : لم يعد لديكم أي اتصال بالرئيس؟
أحمد ولد داداه: لا، أبدا.
جون آفريك: لماذا تحتجون على تعيين أعضاء اللجنة الانتخابية الوطنية المستقلة؟
أحمد ولد داداه: لقد انتهت مأمورية البرلمانيين في نوفمبر 2011. ولم يتم تجديد البرلمان لأن ولد عبد العزيز لا يريد ذلك. وبالتالي فإن اللجنة الوطنية للانتخابات غير شرعية.
جون آفريك: هل تفكرون في مقاطعة الانتخابات التشريعية والبلدية؟
أحمد ولد داداه: لم نتخذ بعد أي قرار.
جون آفريك: مسعود ولد بلخير يدعوكم للمصالحة، هل ستقبلون؟
أحمد ولد داداه: يمكن أن نلتقي في أي وقت، وسأعالج الموضوع معه.
جون آفريك : هل يعتبر اعلي ولد محمد فال جزء من منسقية المعارضة؟
أحمد ولد داداه: حاليا يعتبر قريبا منها، لكنه ليس جزء منها. لقد زارنا، وشارك في التظاهرات إلى جانبنا. ولا أرى أي مانع في التحاقه بنا إذا فضل ذلك. وإن التحاقه بالمجموعة يبرهن على أن المنسقية أصبحت البديل الوحيد للنظام.
جون آفريك: في يوم 10 يونيو صدر حكم قاس بحق محمد الأمين ولد الداده، المفوض السابق لحقوق الإنسان.. هل هو سجين سياسي؟
أحمد ولد داداه: لقد نددنا دائما باعتقاله الذي نعتبره تعسفيا. وفعلنا نفس الشيء مع أي شخص آخر خضع لنفس المعاملات. وبالتأكيد أنه كان عضوا في حكومة ولد عبد العزيز. لكننا نعتبر أن لكل شخص الحق في محاكمة عادلة.
جون آفريك: حسب الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، فيجب أن تتم مساعدة موريتانيا في محاربتها للإرهاب. هل يعتبر دعم من هذا القبيل لا غنى عنه؟
أحمد ولد داداه: نحن موافقون تماما على أن يتم دعم موريتانيا ودول المنطقة في هذا الكفاح. لكن هذا الكفاح يجب أن يخضع لحكامة جيدة ولمحاربة لا هوادة فيها ضد الرشوة والفساد. وهذا لا يمكن تحقيقه إلا في ظل حكومات شرعية. إننا نأمل من فرنسا أن تساعد بالطرق السلمية في دمقرطة بلداننا بغية أن نتمكن من تنظيم انتخابات نزيهة وحرة وشفافة.
جون آفريك: هل توافقون على تدخل عسكري في مالي؟
أحمد ولد داداه: أي عمل مشترك يمكن أن ينظر فيه لاحقا، لكن يجب أولا أن نحاول بسط السلام. ومن الضروري مساندة الماليين لكن دون تدخل في شؤونهم الداخلية من أجل أن يجدوا هم أنفسهم حلولا سلمية مستديمة.
جون آفريك: هل ستترشحون للانتخابات الرئاسية القادمة؟ أحمد ولد داداه: لم يتحدد اي شيء بعد.
نقلا عن السبيل