تخضع ولاية لعصابه لتأثير مركزين للضغط هما الضغط المرتفع الآسوري شمالا، والضغط المنخفض المتمركز فوق جزر سانت هيلان جنوبا، وبوقوعها بين هذين المركزين فإنها تتعرض تبعا لذلك لسيادة نوعين أساسيين من الرياح يعملان في إتجاهات متعاكسة وفي فترات زمنية مختلفة الخصائص، فإذا نظرنا إلى الفترة الزمنية الممتدة ما بين شهري أكتوبر ويونيو نجد أن الولاية تتعرض للرياح الشمالية الشرقية تحت تأثير الضغط المرتفع الآسوري شمالا، وتهب هذه الرياح الجافة على طول الفترة المذكورة، متسمة بالحرارة نهارا وشبه البرودة ليلا خصوصا في شهر أكتوبر الذي يتميز عن باقي الشهور بهبوب رياح تعرف محليا باسم "اسويحلية" وعند هبوبها تكون مؤشرا على نهاية الفصل الممطر.
أما الفترات الثانية من هذه المرحلة فتبدأ مع مطلع شهر نوفمبر إلى غاية نهاية شهر فبراير، وفيها تكون الرياح قوية وباردة عموما ومحملة بالأتربة والغبار، كما نلاحظه الآن، وتتدرج هذه الرياح نحو الحرارة كلما اقتربنا من فصل الصيف (مارس - يونيو) لتبلغ قمتها في شهر مايو وتعرف هذه الرياح باسم الهرمتان، وتعرف محليا بإسم "إريفي" وتتميز بكونها حارة وجافة، إذ يعود ذلك إلى عبورها لنطاقات صحراوية عديمة المسطحات المائية، ولهذا أرجع بعض الباحثين ظاهرة الجفاف والتصحر التي إلتصقت بهذه الولاية وبولايات مماثلة من البلاد إلى هبوب هذه الرياح التي تغطي معظم فصول السنة، وينجم عنها جفاف البرك والمستنقعات وتدهور المراعي وزحف الرمال على أجزاء كبيرة من الأراضي الزراعية والسكنية، إضافة إلى دورها الفعال في إذكاء عملية التبخر، وتقليل رطوبة التربة، وزيادة كميات النتح لما لذلك من تأثير على المياه الجوفية، وقد كان لسرعة هذه الرياح وقوة حمولتها، كمصدر لزحف الرمال إلى جانب غياب مصدر للسقي وضعف التساقطات المطرية أثر مباشر في إتلاف أعداد من النخيل وقفنا على بعض مظاهرها في بلديات انواملين وكامور في الجزء الشمالي الغربي من الولاية.
أما عن الرياح الجنوبية والجنوبية الغربية فتهب من مركز الضغط المنخفض السنتلاني، وبوصولها لمدار السرطان تكون الجبهة المدارية قد سيطرت على المنطقة وهذه الرياح هي المسؤولة عن نزول الأمطار، وتبدأ من شهر يونيو حتى سبتمبر لتبدأ في التراجع أمام الرياح الشمالية الشرقية،
وقد وصل متوسط سرعتها في الفترة ما بين 1951- 1999 إلى ما يقارب 6 م/ للثانية، وهو متوسط مرتفع مقارنة مع المتوسط السنوي لسرعة الرياح بالبعض من الولايات المجاورة.
وخلاصة القول فإن مناخ الولاية بشكل عام يمثل إكراها طبيعيا في وجه سكان المنطقة فنقص الأمطار وعدم انتظامها، وتذبذبها من حيث الزمان والمكان، وارتفاع درجات الحرارة في أغلب فصول السنة، وتدني مستويات الرطوبة، وحدة التبخر وسيادة الرياح الحارة والجافة، كلها عوامل تعبر بوضوح عن صعوبة الظروف المناخية لهذه الولاية التي قد لا تكون استثناءا من بين ولايات التراب الوطني