لا أعرف الحيل ولا الخداع ولا المكر ولا الدهاء، وأمقت ساسة الكذب والنفاق، ولقد ألحت علي بطانتي أن أترشح في أول موسم انتخابي مقبل، فأحجمت أولا لهول الأمر وتفاهة القول وجوقة الأقتراح، وفجأة أجبتهم في المشورة لأني صادق الوعد وقائل للحق في حملتي بل أقاسمكم إن نجحت عمدة وفزت بالبلدية أولا سوف أزيد ضريبة الدخول والعبور عليكم وأضاعف ضريبة المسكن والسلع والعقار فيكم،وسوف أزيد ضريبة العربات والحمير، وسوف أطلي بعض المباني الحكومية وأكنس بعض الشوارع العمومية وأزعم أمام الملإ أنها رممت وأنجزت بالملايين وأبيع لكم الماء والهواء وأمن عليكم بالسماء وخرير المياه في زمن الخريف والأمن والحياة في زمن الصيف وحين تسألني الإذاعة الوطنية عن إنجازاتي فسوف أبوح لكم بكلام فارغ من قبيل البلدية لها بناية وسرب من محصلي الضرائب وتخدم الشعب وما أعياني قوله سيضيفه الصحفي حتما نيابة عني، وسأكون كالحرباء مع الأحزاب ولو انقلب الدجال الأعور على عزيز سوف أرحل وأرحل عنه كما رحلت عن ولي نعمتي سابقا وأعلن الولاء العظيم للدجال الأعور وأقف له مصفقا.
وإن فزت ثانيا بالنيابة عنكم في البرلمان فسوف أصير في حصانة وسأطير بجواز دبلوماسي استسهل به الصعب وأجلب به المحظور وأطأ به أماكن المال والأعمال وأرد به الأسواق العالمية وأستورد به البضائع والمصانع وسوف أصفق إن حضرت القبة البرلمانية لكل مشروع تقترحه أغلبيتكم ينفع أو يضر عندي سواء وسوف أبيعكم بأبخس ثمن كما اشتريتكم لأي حاكم يذلكم أو يعزكم لا ضير فالربح غايتي والتجارة وسيلتي.
وإن فزت ثالثا شيخا عليكم في البرلمان فسوف أمتطي البرق إلى العاصمة حيث الفكر والمحظرة والصلاة والمسجد والإحسان وهيئات الخير التي تبذل سوف أصرم حبل ودي بكم وأنكفئ على نفسي وأغلق علي بابي وأحذف ما كنتم تعرفون من أرقامي،سوف أكون كالنخلة السامقة تغرس بين منازلكم وظلها الوارف على أديم عاصمتكم حيث أبث علمي وأنفق مالي وأبذل جاهي، أما يكفيكم أني حي أرزق وأنتسب إلى حزب الأخيار وأحفظ القرآن وأفتي في نوازل البدو والأمصار.
يا أهل كيفه لقد نثرت كنانتي فعضوا علي بالنواجذ وإياكم واختيار غيري فسوء التسيير وحسن التدبير في التجارة وطول الانطواء عن الرعية خصال تحبونها في مرشحكم وأنا لا أبارى فيها.
غالي ولد الصغير