لم يتغير شيء تقريبا في الحرب التى تدور رحاها هذه الأيام بين السلطة والمعارضة لدينا، نفس المقاربة دائما، ونفس طريقة التصادم بين الطرفين، وبنفس السيناريو الذي يستخدمه البعض لاستعادة السلطة ويستخدمه آخرون للوصول إليها، ويتقرب به آخرون منها. ففي يوم السبت الماضي نظمت منسقية المعارضة الديمقراطية مسيرة ومهرجانا حاشدا لإرغام الرئيس على ترك السلطة، وهي المرة الثالثة التى تلجأ فيها لمثل هذا النوع من التعبئة، بنفس النجاح.
لكن هناك من أصبح يتساءل عن جدوي الاستمرار في تنظيم مثل هذه التجمعات في نفس الموقع لترديد نفس الكلام بالتحديد، ألا تخاف المعارضة من أن يدير مناضلوها ظهورهم لها ويتركوا لها الساحة؟
وعلى الجهة المقابلة، هناك الرئيس عزيز وأغلبيته الذين نجحوا أخيرا في تسديد ضربتهم من خلال مظاهرة كبيرة من مؤيدىه من أجل ترديد نفس الخطاب الذي يتكرر منذ ’التصحيح’ الذي وقع عام 2008، وبنفس الأسلوب الذي تتعامل به المعارضة، إخراج الناس إلى الشارع للرد على رموز الفساد الذين يريدون جر البلاد إلى العنف والدمار.
منذ فترة أصبح الرئيس يعتقد أن لديه مصدرا لمواجهة هؤلاء المخربين: ألا وهو استخدام نفس أدواتهم، الكرافيتى على الحوائط، المظاهرات من أجل المطالبة ببقاء الرئيس. فهل هذا علاج كاف؟ من الصعب اعتقاد ذلك.
مشاكل موريتانيا وخصوصا في المجال السياسي، لا تنفك تتعاظم وتتعقد في السنوات الأخيرة، وقد وصلنا الآن إلى درجة أن الرئيس والمعارضة يريد كل منهما أن يكسر عظام الآخر. لكن على الأرض لا يملك أي من الطرفين القوة ولا الوسائل لإلغاء منافسه، وهذا ما ندعوه بالانسداد في بلد يعاني من كم هائل من المشاكل الداخلية ويواجه تهديدات خارجية حقيقية تتزايد يوما بعد يوم، فعلى الجميع أن يتعامل مع الوضع بطريقة مختلفة، وأن يتجاوز مصالحه الذاتية لما فيه خدمة البلد ما دام هناك وقت...
Biladi N: 665
ترجمة مركز الصحراء