احتضنت قاعة الاجتماعات بمقر المركز العربي الإفريقي للإعلام والتنمية لقاء موسعا مساء أمس جمع بين الرئيس مسعود ولد بولخير رئيس الجمعية الوطنية ورئيس حزب التحالف الشعبي التقدمي ومجموعة فاعلة من المنظمات وشبكات المجتمع المدني، وقد استعرض ولد بولخير خلال هذا اللقاء ملامح وتفاصيل مبادرته التي أطلقها مؤخرا والهادفة إلى إيجاد حل توافقي ما بين قوى المعارضة والأغلبية الحاكمة من خلال الاتفاق على تشكيل حكومة موسعة تتمتع بصلاحيات كاملة وببرنامج واضح تكون مهمتها الرئيسية الإشراف على مرحلة انتقالية تنظم خلالها انتخابات تشريعية وبلدية، على أن تضم هذه الحكومة كل من المعاهدة من أجل التناوب السلمي ومنسقية المعارضة والأغلبية الحاكمة والمجتمع المدني.
وبعد عرضه لمساره السياسي منذ انقلاب 2007 وما صاحبه من مواقف سياسية حول الأحداث التي شهدتها البلاد مرورا بهزات الربيع العربي، أعلن الرئيس مسعود خلال لقائه مع منظمات المجتمع المدني أنه توصل إلى قناعة تامة بضرورة الوصول إلى حل توافقي من خلال هذه المبادرة التي عرضها لحد الساعة على أغلب الفرقاء السياسيين يدفعه لذلك حسه الوطني وسعيه إلى تجنيب البلد سلبيات الفوضى والفلتان الأمني، وهو ما يتطلب تنازلا لصالح الشعب الموريتاني من قبل منسقية المعارضة والأغلبية الحاكمة فالأولى مصرة على رفع شعار الرحيل والثانية مصابة بالعمى والصمم.
وبعد عرضه الكامل والموسع للمبادرة فتح المجال أمام قادة المنظمات والهيئات والشبكات المدنية للمناقشة والتعليق وطرح التساؤلات حول المحاور المتعددة للمبادرة، وقد أجمعت كل المداخلات على الترحيب بها والإعلان عن دعمها على كافة المستويات مطالبين بقية القوى السياسية من المعارضة والأغلبية إلى التعاطي الإيجابي معها من أجل الوصول بالبلاد إلى بر الأمان والانشغال بتحسين الظروف الاجتماعية والاقتصادية الصعبة للمواطنين.
كما نوهت مداخلات قادة المنظمات المدنية بالأدوار الوطنية البناءة التي يضطلع بها الرئيس مسعود ولد بولخير في تقوية اللحمة الوطنية والنسيج الاجتماعي.