حالة من الارتباك والتضارب أصابت وسائل الاعلام الإخبارية والاعلامية ومواقع الانترنت والصحف حول خبر وفاة الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، خاصة بعد صدور الخبر من وكالة الأنباء المصرية الرسمية بوفاته اكلينيكيا عقب نقله الى مستشفى المعادي العسكري وسط حراسة أمنية مشددة، وتضاربت الأنباء بعدها حول وفاته اكلينيكيا او اصابته بجلطة وعدم استجابته للعلاج، ولم يخرج اي مصدر رسمي في الدولة لتأكيد خبر وفاته او نفيه، حتى ظهر تصريح للواء ممدوح شاهين على CNN يؤكد عدم وفاة مبارك اكلينيكيا، ولكنه تعرض لأزمة صحية وبدأ يتسجيب للعلاج.
الخدعة من تدبير العسكري
ومن جانبه، علق الكاتب الصحفي عبد الحليم قنديل على تضارب انباء عن وفاة مبارك قائلا: ان ما حدث من تسريبات حول وفاة مبارك يأتي في اطار سلسلة حلقات الخدعة والتدليس التي يمارسها المجلس العسكري ضد الشعب المصري ، والمجلس العسكري يعلم مدى غضب المصريين من اقامة مبارك في مستشفى خارجي، لكن المجلس العسكري كان يسعى الى ايجاد مبرر لنقل مبارك الى مستشفى عسكري فبدأ بتسريب اخبار عن تدهور حالة مبارك، ثم تحسنها بشكل يومي ليمهد للرأي العام ان حالته مستقرة، وفي النهاية دبر خدعة وفاته لنقله الى المستشفى العسكري تحت حراسة مشددة ليلفت انتباه الرأي العام والشارع الغاضب وميدان التحرير عن قضية الدستور المكمل وحل مجلس الشعب.
واضاف قنديل للشروق: ان عهدنا بالطغاة انهم لا يستسلمون الى الموت بسهوله وانهم يستمرون بالحياة ليزداد طغيانهم حتى يأتي وقت اجلهم، مشيرا الى ان الأنباء التي اشارت الى وصول سوزان ثابت وزوجتي جمال وعلاء الى مستشفى المعادي نفتها مصادر داخل المستشفى وهو ما يؤكد ان هذا السيناريو معد مسبقا.
واشار الى انه من المؤكد ان مبارك يتعرض الى ازمات صحية، لكن كل الأطباء اكدوا ان حالته لا تستدعي خروجه من السجن، خاصة انه متهم وعليه ان يقضي فترة العقوبة داخل السجن، مضيفا: ان المجلس العسكري استطاع حباكة سيناريو وفاته باقتدار دون نفي او تأكيد لترتيب عملية خروجه من السجن، ثم يخرج بعدها احد اعضاء المجلس لينفي خبر وفاته، ويؤكد انه يستجيب للعلاج وتعدى مرحلة الخطر، مشددا على ضرورة مطالبة الجبهات الثورية بالضغط على العسكري لإعادة مبارك الى محبسه.