منتخبو الغايرة ماذا حققوا لها ؟
الجمعة
30 تشرين الأول (أكتوبر) 2015
10:07
بقلم/الشيخ ولد سيدي حيبلل . رئيس رابطة شباب الغايرة للثقافة و التنمية
- حقيقة مرة قد لا يتحملها البعض ، لكن من واجبي قولها كأحد أبناء هذه المدينة ، يتألم لواقعها المزري الذي وصلت إليه بفعل سياسات خاطئة يتحمل مسؤوليتها القائمون على الشأن المحلي فيها ، فلا النائب ناب عن الساكنة وحمل همومهم إلى من يهمهم الأمر ، وصدح بمطالبهم تحت قبة البرلمان ، ولا العمدة كان محل اعتمادهم .
- فبالرغم من الوعود الخلابة لمنتخبي المدينة أيام كانوا يستنجدون الساكنة للصعود من خلال أصواتهم إلى مناصبهم الحالية ،إلا أنهم في النهاية نكصوا وتنكروا ليس فقط لعهودهم الانتخابية بل أيضا لما يستوجبه البر لموطن شبوا وترعرعوا على أديمه ، لا سيما إذا كان هذا الموطن هو الغايرة ، فماذا حقق لها هؤلاء وهي المحاصرة بالظلام والعطش والقمامة .. لاشيء قطعا ، ويدرك ذالك كل من له صلة بالمدينة وساكنتها الذين أصبحوا يتضايقون من الساسة والمنتخبين الذين يعتبرون أن ضرهم أكثر من نفعهم ، حيث لا يشاهدونهم إلا في المواسم الانتخابية من أجل كسب الأصوات ، والمقابل هو التهميش وغياب التنمية المحلية في مدينتهم .بسبب السياسات الحزبية الضيقة واستغلال الجهاز التنفيذي البلدي المحلي المتمثل في منصب العمدة كورقة سهلة في يد جهات حزبية باتت تصفي بواسطته حساباتها الشخصية ، و قد راح ضحية تلك المسلكيات السيئة بعض عمال البلدية مؤخرا حيث تم فصلهم من العمل في إجراء غير قانوني ، و قد انعكست تلك السياسات سلبا على القطاعات الخدمية المتردية في المدينة التي لا تتوفر على أبسط مقومات التنمية ، كالتعليم والصحة والماء . فالمدينة تعاني من مشكل العطش خصوصا في الجهة الغربية منها المعروفة "بالطارف" ، التي يعتمد أهلها منذ فترة في الشرب على البراميل المائية غالية الثمن ، والآبار التقيلدية المضرة بالصحة . ينضاف إلى هذا أن المدينة بكثافتها السكانية المعتبرة لا تتوفر على تخطيط عمراني ، مما أدى إلى انعدام الشوارع التي تسهل حركة مرور السيارات والأشخاص داخلها ، وهي المحاصرة بالنزاعات العقارية التي لا حصر لها ، التي ساهمت بدورها في تفاقم هذا المشكل التنموي الذي يبدوا أنه عصي على الحل لحد الساعة .
- هذا جزء يسير من تشخيص حالة تلك المدينة التي تعتبر من أهم بلديات ولاية العصابة لموقعها الجغرافي الهام فهي البوابة الرئيسية لما يسمى بمثلث أمل . وتقع على طريق الأمل الرابط بين نواكشوط والنعمة ، وهي المدينة الرعوية والزراعية بامتياز ، وذات الأرض الزراعية الخصبة .
- إضافة إلى الطابع الرعوي والزراعي هاذا ،فإن التجارة تعتبر نشاطا حيويا بالنسبة للساكنة شهد إقبال ملحوظا في العشرية الأخيرة .
- هذه هي مدينة الغايرة ؛ الموطن ومهد الطفولة ، التي ستبقى غنية النفس ، عظيمة المضمون بأهلها من الرعيل الأول الذين اختاروها موطننا وموئلا بصبر وشجاعة وحنكة ، و بقيت صامدة في وجهه النسيان والتهميش كأنما هي الغزال الذي يموت في جدبه .
اضف تعقيبا