الصحة في كوبني ..إفراط وتفريط !
الاثنين
26 تشرين الأول (أكتوبر) 2015
17:03
أبراهم ولد دهماش
- مؤسف ومزري جدا واقع الصحة العمومية في مقاطعة كوبني بولاية الحوض الغربي، فالمستشفي اليتيم في المدينة المركزية حاله يكفي عن سؤاله الأجهزة متهالكة والوسائل معدومة والطاقم الصحي أعماه الجشع والطمع عن أنات الفقراء المرضي وآهات نزلاء المستشفي الذي أشبه ما يكون بسجن أكوانتناموالرهيب.
- ظروف المستشفي المركزي دفعت ساكنة كوبني المغلوبة على أمرها إلي اللجوء إلي الصيدليات الخاصة، كالمستجير بالرمضاء من النار.. ففي هذه الصيدليات ؛ تري العجب العجاب، الوصفات الطبية والمعاينات تتم عن طريق الهاتف، والأدوية أغلبها لايتماشي مع الحالة المرضية ، ولا أحد يتحمل المسؤولية، فليست هنالك أي وثيقة يمكنك أن تحاسب عليها أي شخص، أو أي جهة معينة إذا كانت هده الأدوية ضارة أوفاسدة .
- الجميع في الصيدليات مشغول بتحصيل المال وجمع النقود، ليبقي المواطن المسكين الضحية الأبرز، والفريسة الشهية لأطماع هؤلاء الأطباء، وغياب الجهات الوصية فهو بين فكي كماشة الإفراط والتفريط .
- أما ما يقع في النقاط الصحية بقري وبلدات المقاطعة فإنه يدمي القلب ويندي له الجبين. وهنا سأحكي قصة عشتها أنا شخصيا، علها تساهم في تنبيه المعنيين وخاصة الوزارة الوصية، وفخامة رئيس الجمهورية الذي عبر في أكثر من مناسبة عن حرصه الشديد علي صحة المواطنين، ففي زيارته الأخيرة لمقاطعة كوبني تم تجهيز المستشفي والنقاط الصحية، لكن الأمر لم يستمر بعده إلا ليوم واحد علي الأكثر، وعادت حليمة لسيرتها القديمة،وبخصوص التجربة الشخصية ففي النقطة الصحية بكوكي حيث أصبت بحمي الملا ريا، وصلت أهادي إلى النقطة الصحية استقبلني شاب يحمل حقيبة على منكبه الأيمن، خلته أحد الباعة المتجولين في الأسواق الحدوديةتيفاي، سألته أين الطبيب ؟ فأجابني ما الذي تريد: أنا هو الطبيب، لكن المفاتيح ليسوا هنا انتظر قليلا.
- وكان معي أحد الأصدقاء، ذهب على جناح السرعة ليجلب المفاتيح، كنت مضطرا للانتظار قرابة عشرين دقيقة، وبعد طول انتظار إذا بصديقي عائد ومعه شاب يري عليه أثر السفر، وبادية عليه مظاهر التعب والتخلف، سألته من أنت قال لي عبارات فهمت منها أنه عامل دعم بالنقطة الصحية، عموما فتحت الأبواب ويا ليتها لم تفتح، حيث فاحت منها روائح لاتطاق، أبسطها رائحة الغبار لكأن النقطة أنشأت أصلا للذباب والبعوض، والغبار نسيت آلام الحمى بسبب رداءة الخدمات، واضطررت إلى أخذ حصير ووسادة من أحد الجيران، وخرجت إلي ظل كوخ بجانب النقطة، وهناك علق لي عامل الدعم حقنة الملا ريا بصعوبة كبيرة وجدت خلالها آلاما شديدة، ولما انتهي ماء الحقنة زادني بحقنة أخري، اتجهت إلي الطبيب بغية المعاينة بعد الحجز، فأعطاني وصفة في ورقة بيضاء لا تحمل أي طابع رسمي، سألته عن تكاليف العلاج: فأجابني أنه ليس المعني، إنما المعني عامل الدعم، فقصدته سائلا كم كلفة العلاج؟ فقال لي خمسة عشرة ألف أوقية فقلت له ألف وخمسمائة أم خمسة عشرة ألف، فأجابني بنبرة حادة قلت لك خمسة عشر ألف أوقية، الشاب ربما تعود مغالطة أهل المنطقة وأكل أموالهم زورا وبهتانا، طلبت منه أن يعطيني فاتورة على المبلغ موقعة من طرف الجهات القائمة على النقطة الصحية، وأنا أقصد من وراء ذلك رفع شكوى عليهم، بتهمة التحايل وبيع الأدوية بأثمان غير مرخصة، لأنه من المفترض أن تكون الأدوية معلومة الثمن، لم يعطوني فاتورة واكتشفت أنهم أصبحوا يحاولون التخلص مني .
- أحكي هذه القصة ليس بدافع سياسي ولا بدافع مصلحة شخصية، وإنما غيرة مني على المصالح العليا، وحرصا مني على أن أنقل الصورة للجهات المعنية لتتخذ الإجراءات المناسبة، وتنقذ المواطنين الأبرياء من مخالب مصاصي الدماء المتاجرين بحياة البشر .
- ولاشك أن هذا الوضع إذا لم يتغير فإن عواقبه ستكون وخيمة على الجميع.
اضف تعقيبا