هل فشلت وساطة المعاهدة؟
الخميس
15 تشرين الأول (أكتوبر) 2015
17:13
بشير ولد عبد الرزاق
- السؤال بات مشروعا بعد أن توصلت الوزارة الأولى برسالة من المنتدى، يؤكد فيها رفضه التام للمشاركة في الحوار الذي دعت إليه الحكومة، ويطالب السلطات بالعودة إلى المسار التفاوضي الذي سبق وأن دشنه الجانبان.
- والواقع أنه كان من الواضح جدا ومنذ البداية، بأن المسعى الذي شرعت فيه المعاهدة من أجل التناوب السلمي منذ عدة أسابيع، بهدف تقريب وجهات النظر بين النظام والمنتدى، لم يكن يتمتع بقسط وافر من حظوظ النجاح.
- فكون المعاهدة جزءا من مسار الحوار، يجعل هامش قدرتها على الحركة والمناورة محدودا ومحرجا جدا، كما أن طبيعة العلاقة بين الأحزاب المشكلة للمعاهدة وتلك المنضوية تحت لواء المنتدى والهزات الكبيرة التي شهدتها في أوقات سابقة، تؤثر هي الأخرى كثيرا على درجة الثقة بين الجانبين، حتى وإن حاولت الابتسامات العريضة والتصريحات الناعمة أن تعطينا صورة مغايرة.
- وإذا أضفنا إلى ما سبق الغياب التام للرئيس مسعود عن مشهد الوساطة، مما أفقد المبادرة الكثير من زخمها وأعطى انطباعا بأن المعارض العجوز لا يعلق أملا كبيرا على هذا المسعى، تكون المحصلة هي أن وساطة المعاهدة لم تحمل في طياتها من فرص النجاح إلا النزر القليل.
- ومع أن الأوساط السياسية ما زالت تنتظر الوثيقة التي وعدت المعاهدة بإرسالها إلى الطرفين بحر الأسبوع القادم، إلا أن الواضح حتى الآن هو أن الأمر لن يعدو كونه وثيقة أخرى تضاف إلى أرشيف من الوثائق الكثيرة، اكتظت بها حقائب الأطراف، دون أن تؤدي إلى رسم معالم خريطة طريق واضحة توصل إلى الحوار الوطني المفقود.
- وفي ظل نذر فشل وساطة المعاهدة وعدم توقع حصول معجزات، فإن أكثر ما يمكن أن يصل إليه سقف التوقعات هذه المرة، هو نسخة طبق الأصل من السابع سبتمبر، ولعل تعيين أعضاء المكتب التنفيذي للمجلس الأعلى للشباب وإعلان الحزب الحاكم عن تشكيل لجانه للحوار يؤكدان التوجه نحو هذا المسار.
اضف تعقيبا