رحلة إنسان...
الاثنين
12 تشرين الأول (أكتوبر) 2015
13:16
- يابن آدم لم الجحود والغروروقد خرجت من صلب
- أبيك إلى بطن أمك ماء نتن الرائحة كريه
- المنظر؟ثم من الله عليك في ظلمات البطن حيث
- لايعلم أحد عن حالك شيء فصورك وشق سمعك
- وبصرك وأحسن صورتك وأطعمك وسقاك ورعاك تسع
- شهور ثم خرجت إلى الدنيا ملطخا بالدماء
- عاري الجسد قابض اليدين لاتملك درهما
- ولادنارا،ثم أنعم عليك مرة أخرى بعطف
- والديك وسهرهما حين كنت ضعيفا لاتملك
- لنفسك شيئا، حتى بلغت أشدك وقوي عظمك...
- فهل علمت رحمك الله أن العلة من خلقك هي
- عبادة الله وحده وليست جمع الأموال وبناء
- الدور؟ وأنك مهما اجتهدت في جمع الأموال في
- الدنيا لن تخرج منها بغير الحنط والكفن كما
- قال الشاعر:
- نصيبك مما تجمع الدهر كله.... رداءان تلوى
- فيهما وحنوط
- وقول الآخر:
- انظر لمن ملك الدنيا بأجمعها.... هل راح منها
- بغير القطن والكفن؟
- إياك أن تلهيك دنياك عن أخراك فتجتهد في
- جمع الأموال وبناء الدور،فالموت يطلبك
- والقبر دارك فلاتطلق العنان لأحلامك
- وأمانيك وكأنك مخلد فتتكاسل عن الطاعات
- وتتأخر عن الجماعات فتضعف للشيطان
- والشهوات فتهمل الصلاة والزكاة وترتكب
- المبيقات.
- ياجامع الدنيا وباني الدور إن مآل ماتجمعه
- لورثة لن يحمدوه لك ومصير دارك للخراب
- أموالنا لذوي الميراث نجمعُهـــــــا ...
- ودورنا لخراب الدهر نبنيــــــــهـا
- تذكر الموت وقسوته فالموت هادم اللذات
- ومفرق الجماعات ميتم البنات وقاطع
- الأمنيات لا يعرف عمرا ولامكانا ولاسببا
- محددا فقد تموت في فتوة شبابك وقد تموت
- وأنت في سيارتك وقد تموت تلعب وقد تنام
- ولاتصحو وقد تسافر ولاتعود وقد تبدأ
- الكلام ولاتكمله وقد تشتري الثوب ولاتلبسه
- وقد تبني البيت ولاتدخله،الدنيا ليست سوى
- حلم قصير يعيشه الغافل لحظات قبل أن يوقظه
- الموت وإلا فأين الرسول صلى الله عليه
- وسلم؟ وأين الذين قرأنا عنهم من أبطال
- وشجعان؟بل أين ذو القرنين وسليمان عليهما
- السلام وأين شداد بن عاد والنمرود؟
- كان أمير المؤمنين عمر رضي الله تعالى عنه
- كثيرا ما يتمثل بهذه الأبيات:
- لاشيء مما ترى تبقى بشاشته .... يبقى الإله
- ويودي المال والولد
- لم تغن عن هرمز يوما خزائنه .... والخلد قد
- حاولت عاد فما خلدوا
- ولاسليمان إذ تجري الرياح له .... والإنس
- والجن فيما بينها ترد
- أين الملوك التي كانت لعزتها .... من كل صوب
- إليها وافد يفد؟
- حوض هناك مورود بلاكذب .... لابد من ورده كما
- وردوا
- فاجهد لنفسك يابن آدم وتزود من دنياك فسفرك
- بعيد ولكأني بك وقد خرت قواك وذهب حسنك
- وجمالك واحدودب ظهرك و دنى أجلك وبرد جسدك
- وأنقطع صوتك ويئس طبيبك وحزن حبيبك وجاءك
- ملك الموت وأنت تنظر بتحسر إلى دار بنيتها
- وذرية ربيتها ودنيا جمعتها تخرج منها
- وحيدا بلارفيق ولازاد ولسان حالك يقول:
- ماذا يغني عني المال والبنون؟ من سيؤنس
- وحدتي في قبري ؟من سيتذكر جميل صنعتي
- فيفديني؟ من يمنحني بضع أيام من عمره لعلي
- أعمل صالحا...وياليت شعري كيف يكون النداء؟
- فطوبى لمن نوديت روحه(اخرجي أيتها النفس
- الطيبة كانت في الجسد الطيب ، واخرجي حميدة
- وأبشري بروح وريحان ورب راض غير غضبان)
- وياحسرة من نوديت روحه ( اخرجي أيتها النفس
- الخبيثة ، كانت في الجسد الخبيث ، اخرجي
- منه ذميمة ، وأبشري بحميم وغساق لآخر من
- شكله أزواج )
- كأني بك وقد أسرع أحب الناس إليك وأتى بمن
- يغسلك وأرسل آخر يحفر قبرك وجردوك من ثيابك
- وصبوا الماء عليك وحنطوك ثم كفنوك وأصبحت
- بين أهلك وأحبائك وأصحابك جيفة يخشى نتنها
- بعد ماكنت الزوج والأب المطاع والسيد الذي
- يخشى والمترف الذي يرجى، ها أنت تحمل على
- لوح من خشب وبدل دخولك إلى بيتك الذي أخرجت
- منه وبدل أن تستقبلك فرحة الأهل والأحباب
- ها أنت تدخل قبرا موحشا تستقبلك فيه
- الديدان،ثم رجع عنك المشيعون وقد واروا
- جسدك بالتراب وتركوك تعاني قسوة القبر
- فكيف بك إذا حضر منكر ونكير؟ هل ضمنت
- الجواب؟وأمنت الفزع والميل عن الصواب؟ثم
- كيف بك يوم الحشر والحساب؟هل ستكون مع
- الحبيب في مـأمن من العقاب أم...؟
- ثم كيف بك إذا أقتسم غرباء أموالك التي
- أجتهدت في جمعها وأصبحت نسيا منسيا،خرجت
- من الدنيا كما خرجت إليها لاتملك درهما
- ولادنارا.
- يا ابن آدم لاعذر لمن غرته حياة هذه
- خلاصتها واعلم أن الزمن ليس إلا ثلاث
- ساعات، ساعة مضت ولن تعود فتب عما أذنبت
- فيها وساعة حاضرة أنت تعيشها فأعمل فيها
- لعها تكن الأخيرة وساعة لم تأتي بعد ولعلها
- إن أتت تكن أنت قد مضيت فلاتؤمل لها...
- إعليه حمادي ظوالعين
اضف تعقيبا