- لطالما غنت الدولة بالعدالة وغرد مطبلوها بتطبيقها على جميع الأصعدة وفى جميع القطاعات وجندت لذالك جميع الوسائل لنشر برامجها وخططها فاشرأبت لذالك أعناق المواطنين فأصبح الكل جهلا منه يحلم أنه يعيش في كنف دولة تضمن له ما له وما عليه . فظن المواطن المسكين لا سيما المدرس أن العدالة تسربت إلى القطاعات التي ينتمي إليها أعني بذالك وزارة التهميش الوطني وليست وزارة التهذيب التي تهتم بتربية الحيوانات من أجل سلامتها من الأمراض الناتجة عن الاحتكاك والعيش في مناطق ضيقة. فأصبح يرنو إلي تحسين مستواه المادي والمعنوي وذالك بضمان جميع حقوقه المستحقة من ترقية ومكافأة أوعقوبة . بيد أن الأمر غير ما يتصوره ذالك المسكين.
- ترى هل الترقية في الوزارة تتم عن طريق الجد والمثابرة وتطبيق معايرة موضوعية لا يستطيع أي أحد الهروب منها مهما كان عرقه ؟ أم هي تتم عن طريق اتصالات هاتفية وزيارات صالونية وعلاقات قبلية أو جهوية أو حزبية تتيح لكل من يملكها الترقية إلي أي منصب شاء مهما كان مستواه العلمي ومهما كانت أقدميته في الوظيفة بغض النظر عن مؤهلاته حتى ولو كان معاقا في حواسه . أم هل كل من أدي واجبه بصمت وجدية دون إثارة قلاقل للإدارة يبقى مهمشا لاحق له في الحياة ؟
- إن وزارة التهميش الوطني دأبت على إقصاء المجدين ورميهم في سلة المهملات. إنها دأبت على إقصاء ذوى العقول النيرة لا لشيء سوى أنهم أدووا واجباتهم المهنية بجد وإخلاص لا لشيء إلا أنهم التزموا الموضوعية وروح الوطنية لا لشيء إلا لأنهم ضحوا وبذلوا الغالي والنفيس من أجل تكوين جيل ناضج لا يعرف المحسوبية ولا الإتكالية فكان جزاؤهم هو الحرمان والتهميش و جعلهم يحسون بالدونية لكن ترى هل يضر السماء نباح الكلاب ؟ وقديما قال الشافعي رحمه الله :
- ولا ترجو السماحة من بخيل ................. فما في النار للظمآن ماء
- نعم إن الترقية في وزارة التهميش الوطني لا تتم على هذه الصفات المذكورة آنفا بل إنها تتم فقط عن طريق اتصال هاتفي من مسؤول أو من وزير إلى زميله أو مدير إلى نظيره أو عن طريق موال مطبل أو انتماء حزبي أو وجيه قبلي كما يزعمون .إن مكالمة من أحد هؤلاء تكفى لترقية أستاذ أو معلم أو تحويله من مكان إلى آخر ذلك أنه في نظرهم الأسرة التربوية لا تستحق جدية أو وجود قانون يضمن لأفرادها الاستفادة من حقوقهم دون تدخل لزيد أو عمرو.إن من لا يملك إحدى هذه الوسائل مكتوب له أن يبقى يحمل طبشوره ويتجرع غيظه دون جدوى فلا الإدارة ترحمه ولا المجتمع يقبله لأنه يغرد خارج السرب.
- إن الأقدمية في الوظيفة و المؤهلات العلمية والتجارب المكتسبة من خلال التعايش الطويل بين الأقسام والتلاميذ و التعاون مع الإدارة معايير تستوجب الحرمان والبقاء في نفس الرتبة و التقوقع على الذات فلا غرابة أن ترى قاصرا في دولة كهذه يحتل مراتب عالية ووظائف سامية على حساب آخرين. ترى إن دولة كهذه أحكم عليها بالفشل والانهيار وأرجو من العلي أن لا يكون ذلك .و إليك عزيز القارئ أدلة على على ماذكرت .إن هذه الأدلة المالية تمت ترقية أصحابها مع وجود منهم أقدم منهم بسنين وقدموا تضحيات جسام وشاركوا في تكوين أجيال. فأنا صاحب المقال مثلا دليلي المالي هو: 76423
- ومجموعات من أمثالي وممن سبقونا مازالوا علي حالهم وإليك نماذج من الأدلة المالية التي تمت ترقيتها في الولاية وعاصمتها.
- 91070
- 91106
- 91063
- 79819
- 80637
- 79787
- 86190
- فهذه النماذج توضح الفوارق الأقدمية وأرجو من الزملاء المعذرة فما ذكرت أدلتهم المالية إلا لتكون دليلا ماديا علي ما قلت.
- بقلم الأستاذ المقصي بإعدادية كيفه 1 محمد باكيلي
- كيفه بتاريخ: 6|10/2015