إذا كانت ألمانيا قد احتفلت بمرور 31 عاما لم تنقطع فيها الكهرباء ولو لدقيقة واحدة عن أي مدينة أو حي أو حتى عن أي عمود كهربائي على عموم التراب الألماني فَلِم لا نحاول نحن في موريتانيا (ونحن نصدر الكهرباء إلى الدول المجاورة) أن نضع هدفا طموحا يتمثل في الآتي : أن نعمل معا من أجل أن تمر 31 دقيقة كاملة لا تنقطع فيها الكهرباء عن أي منزل في العاصمة نواكشوط..نحن لا نحلم ب31 عاما بل تكفينا 31 دقيقة، ونحن لا نحلم بأن لا تنقطع الكهرباء خلال 31 دقيقة عن أي منزل في موريتانيا، بل يكفينا أن لا تنقطع عن أي منزل في العاصمة نواكشوط. يحدث كل هذا في ألمانيا ومع ذلك فنحن لم نسمع أبدا أن الألمان قد لقبوا رؤساءهم بألقاب عظيمة كتلك التي نلقب نحن بها رؤساءنا، ولا أنهم قد أسسوا المبادرات للمطالبة بترشح رؤسائهم (أصحاب هذه الإنجازات العظيمة) لمأمورية إضافية، ولم يحدث أن شاهدنا نائبا ألمانيا أو سفيرا ألمانيا يجري لاهثا خلف سيارة المستشارة "انجيلا ميركيل"، ولم يحدث كذلك أن شاهدنا طائفة من الشعب الألماني تقف تحت الشمس لتستقبل "أنجيلا ميركل" خلال أي زيارة من زياراتها للمدن و للقرى الألمانية. ويبقى سؤال: لماذا يبالغ الشعب الموريتاني في التصفيق والتطبيل لرؤساء لم ينجزوا شيئا (ولا أقصد الرئيس الحالي لوحده)، وذلك في وقت يبالغ فيه الشعب الألماني في "إظهار الجفاء" لرؤساء حققوا لألمانيا إنجازات عظيمة ليس أقلها أن ألمانيا كانت قد احتفلت في شهر سبتمبر هذا بمرور 31 عاما لم تنقطع فيها الكهرباء ولو لدقيقة واحدة عن أي مدينة أو أي قرية أو أي منزل على عموم التراب الألماني. أجيبوني يرحمكم الله..
محمد الأمين الفاضل / تدوينة