جوعت في هذه الأيام ذرارينا وعطشت وعطلت أرزاق أساتذتنا وهمشت حتى آلت معركة الأمعاء الخاوية إلى أمراض شتى تفتك بنا وقيل لنا هذه المشافي شيدت وزودت بأسرة وآلات عصرية لكم أليست الوقاية خير من العلاج فكيف هذا ؟ وأنا ثائر فأين السلاح ؟ .
وجاء العلف فهشت وبشت له وجوه عونا على نفوق الأنعام وجدب البلاد،فانقشع غبار توزيعه عن أس قبلي فأحيى به ضغائن قد ماتت وأيقظ به كمائن قد نامت وأفشى به مظالم قد لاحت و به أضرم التوزيع حرائق في النفوس قد خبت وزالت حتى قيل( أنج سعد فقد هلك سعيد )،أليس عدل السلطان خير من خصب الزمان وأنا ثائر فأين السلاح،
وتزدهي بحرب الفساد، والتعليم يغرقه بوابل من المربين اكتتبوا بلا تقويم أو تكوين أو إشراف من الشارع على أساس الرشوة والزبونية والمحاباة و(درء المفسدة أولى من جلب المصلحة) وأنا ثائر فأين السلاح ؟
وبني العسكر وسلح وجهز ومول وأغدق بأموال الوطن وأدخل في حرب بالوكالة هدفها الأوحد أن يبقى العزيز على الكرسي وقيل لنا البوح حوله حرام و(وراء الأكمة ما وراءها) وأنا ثائر فأين السلاح؟ ويمن علينا بحرية الكلام ورمق الحياة ونعمة الهواء في جولاتك وصولاتك وتهددنا خلسة وتحن إلى ماضي سلفك من مقدم وعقيد بتكميم الأفواه وسجن الأشراف وقتل الأرواح و(تجري الرياح بما لا تشتهي السفن) وأنا ثائر فأين السلاح؟
وبنيت السجون ورممت وشقت القبور ولحدت ويمن علينا بخلوها أليس الكريم حاله يقول :(إما حياة تسر الصديق و إما ممات تغيظ العدا) وأنا ثائر فأين السلاح؟
ويمن علينا بصدق وعدك وظلال عدلك وسعة حلمك وطول يدك ونحن نرجوك في منزلة الصحابة رضوان الله عليهم لكننا نقول لك ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم لوحشي ابن حرب رضي الله عنه (تنح عن وجهي) لماضيه وماضيك. وهذا القول هو أفتك اسلحتي وأمضى عتادي على دندنة إرحل إرحل ، ( تعش سالما والقول فيك جميل).
غالي ولد الصغير