الموضوع : إبلاغ و اقتراح
فخامة رئيس الجمهورية،
بعد ما يليق بكم من تقدير و احترام، يشرفني أن أبلغكم بما تعانيه وزارة الشؤون الخارجية و التعاون من فساد و ظلم و ضرب لعرض الحائط بمصالح موريتانيا و بسياستكم و برنامجكم الذي انتخبكم علي أساسه الشعب الموريتاني، و الذي كان أساسه العدل و المساواة و الرقي بالبلاد، إن من يقومون بهذه التصرفات يسعون من ورائها دون شك لزيادة الغاضبين عليكم و تأليب الموظفين ضدكم، لكن عملهم أصبح مكشوفا و نواياهم أصبحت واضحة و لم تعد حيلهم تنطلي علي شباب تعلموا و تكونوا وعقدوا العزم علي خدمة وطنهم و الاسهام في بنائه و الرقي به إلي مصاف الدول المتحضرة.
فخامة رئيس الجمهورية،
لقد أصبح لدي وزارة الخارجية طاقم من الدبلوماسيين المهنيين المكتتبين في مسابقات شفافة و نزيهة، يتمتعون بمؤهلات علمية عالية، منهم من يتكلم أربع لغات عالمية و منهم من يتكلم ثلاثا، منهم الحاصل علي ماسترين و أكثر، ومنهم الحاصل علي متريزين و أكثر، منهم من عاش بالخارج واستفاد من خبرات الآخرين، و من الغريب أن يتم تهميشهم و تعيين آخرين مكانهم.
إن من حق أي مواطن أن يحصل علي حقوقه في وطنه، لكن لا ينبغي أن يكون ذلك علي حساب الوطن أو حساب مواطنين آخرين.
فخامة رئيس الجمهورية،
تعمد الدول إلي أن يشغل الوظائف الدبلوماسية الأشخاص الأكثر كفاءة، و تتصور أن من نبعث إليها و من نعين في المناصب الدبلوماسية السامية هم أحسن من عندنا، و في النهاية نري السفراء المعتمدين لدينا يلجؤون إليكم دائما لعدم ثقتهم في من هم دونكم كما نري أن أغلب سفرائنا يلتقون قادة و وزراء خارجية الدول المعتمدين بها مرتين، مرة عند تقديم أوراق الاعتماد، ومرة عند التوديع. إن سبب هذا هذا كله يرجع لضعف مستويات هذه الطواقم التي لا نريد محاكمتها علي تشويهها لصورة موريتانيا، و نكتفي بالمطالبة باستبدالها بمن بمقدوره خدمة الوطن و جلب المصالح له.
فخامة رئيس الجمهورية،
إنكم مسؤولون بشكل مباشر عن الدبلوماسية أكثر من أي قطاع آخر، لذا نرجو أن يعم العدل موظفيها و أن تكون في خدمة موريتانيا، إنها تعاني و تحتاج إلي تدخل عاجل لإنقاذها، لذلك أقترح عليكم ما يلي :
ـ جعل الدبلوماسيين بالداخل و الخارج في الظروف التي تمكنهم من أداء مهامهم ؛
ـ إعطاء الأولوية لأصحاب القطاع ؛
ـ تعيين وزير بإمكانه قيادة الدبلوماسية وفقا لمصلحة موريتانيا و لتوجيهاتكم و سياستكم، وهنا أسرد لكم أسماء ثلاثة أشخاص أعتبرهم أهلا للقيام بهذه المهمة :
محمد عبد الله ولد خطره : المفوض الحالي لحقوق الانسان، أمين عام سابق لوزارة الخارجية عبد الله ولد بن احميده : مكلف بمهمة برئاسة الجمهورية ، زير سابق للخارجية و سفير سابق أحمد ولد القاظي : وزير مفوض، أمين عام سابق لوزارة الخارجية، و استشاري قانوني ببرنامج الأمم المحدة للتنمية.
فخامة رئيس الجمهورية،
إنني أكتب إليكم لا لأضر أحدا و لا لأتحيز لأحد و لألفت الإنتباه إلي شخصي المتواضع، و لكن غيرة علي الوطن و خوفا علي الدبلوماسية من أن تفقد معالمها.
في الأخير لا يسعني إلا أن أرجو لموريتانيا التقدم والازدهار، و أن أتمني لكم التوفيق في مهامكم و أن يرزقكم الله و البطانة الصالحة و يجنبكم بطانة السوء و يجعلكم إماما عادلا لتكونوا بذلك واحدا من سبعة يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله. تقبوا فائق التقدير و الاعتبار.
مدريد، 22 مايو 2012
عبد الله ولد المصطفي ولد النهاه
مستشار شؤون خارجي
(حاليا في و ضعية تكوين بالمدرسة الدبلوماسية
مستشار شؤون خارجية (