- في 23 يونيو 2003 وفي حوالي الساعة الثانية عشر وثلاثين دقيقة، أسلم محمدي ولد سيداتي الروح لبارئها بشكل مفاجئ، وقلما أثار حدث من الحزن العميق والجماعي ما أثارته هذه الوفاة.
- إنها فاجعة مروعة لم تقتصر على أقارب الفقيد، بل طالت الشخصيات الاعتبارية والأطر من كل المستويات، رجالا ونساء ومن كافة الأعمار والمراتب الاجتماعية، الحلفاء التقليديون وكذا المواطنون العاديون من شتى الآفاق، إنها تظاهرة تعاطف قوية ووحدة أخوة يغمرها الخشوع وتعبر عن ألم شديد لم تستطع الوجوه إخفاءه.
- لقد كانت مناسبة تجمع كئيب يترجم بقوة مدى الاعتبار الذي يكنه الموريتانيون من كل المكونات الوطنية لمحمدي الذي عرف على مدى حياته كيف يترجم انشغالاتهم وأفراحهم وآلامهم وكيف يشكل نقطة التقاء متميزة ومركز تكافل حقيقي.
- لقد جسد محمدي بالنسبة لمن عرفوه الشعور المتقد بالواجب وهدوء مربكا للخصم وحبا عميقا للقريب والجار ومثالا للكرامة مصحوبة بالبساطة وكل المقومات اللازمة للمكانة الرفيعة من قوة العواطف ووضوح الأفكار.
- وكان محمدي أيضا وبشكل خاص رجل قناعة كرس حياته باستمرار للدفاع عن القضايا العادلة عبر العالم والمعركة المستمرة من أجل موريتانيا تخطو بثبات على طريق الديمقراطية والازدهار للجميع.
- وكي نتشبع بذكريات هذا الفقيد الفذ، علينا أن نتابع بفخر وبسالة الآثار الخالدة التي تركها للأجيال
القادمة.
أقلام
كتب هذا التأبين في يوم وفاة الفقيد من طرف الكاتب الصحفي عبد الله سيري با