- أشرف رئيس الجمهورية نفسه اليوم على سير انتخاب المكتب التنفيذي لاتحادية المنمين الموريتانين، وقد جرى ذلك بأسلوب فج وموغل في الوقاحة وعدم المسؤولية مما أغضب غالبية المشاركين وأصابهم بصدمة كبيرة.
- ففي البداية رشح رئيس الجمهورية أحد أفراد عشيرته وقد لقي ذلك معارضة واسعة في صفوف ممثلي المنمين خاصة القادمين من الشرق وعندما تبين أن تسويق الرجل لهيئة الناحبين أمرا مستحيلا دفع ولد عبد العزيز بالضابط المتقاعد ولاد ولد حيمدون وعبر الهاتف اتصل بعدد من الشخصيات وأخبرهم بمرشحه الجديد ثم باشر الوزير الأول ومدير ديوان الرئيس بقية الاتصالات مستخدمين كافة الأساليب بما فيها التهديد اتجاه موظفي الدولة المعنيين بالعملية كما حدث مع محمد ولد ديدي وولد أحمد بنان اللذين كانا يقودان حملة لصالح حماد ولد ديدي حيث كانت الأكثرية الساحقة إلى جانبه.
- وخلال الجلسة الختامية أثارت المداخلة الجريئة للعمدة السابق لبلدية تامشكط السيد عال ولد أكيك جدلا واسعا وهزت القاعة عندما خاطب الحضور قائلا: إنما يجري يبتعد كل البعد عن الشفافية والعدل ويعتبر إهانة كبيرة للحاضرين وللنظم والقوانين مضيفا أنه آن الأوان لترك قليل من الكعكة لجانب آخر من موريتانيا مبرزا أن هذا الجانب لا يحظى برخصة للصيد أو للبحث عن المعادن أو للإيراد والتصدير أو أي امتياز ذي قيمة ومادام الأمر متعلقا بالثروة الحيوانية فأهلها أولى بتولي شؤونها. وقد اهتزت القاعة تصفيقا وتبع ذلك متدخلون تبنوا ما قاله ولد أكيك.
- وكانت بعض المواد المنصوصة في النظام الداخلي سببا في الكثير من الشد والجذب والنقاشات الساخنة خاصة تلك المتعلقة بشروط العضوية حيث نصت على أن المنمي هو من يملك على الأقل رأسمال بمقدار 11 مليون أوقية ويشغل ثلاثة عمال وهو ما اعتبره عدد كبير من المشاركين بمثابة إقصاء للمنمين الحقيقيين وتمكين الضباط و أرباب العمل والأغنياء من الاتحادية المذكورة، وهو ما حدث بالضبط عندما رضخ الجميع لأوامر الرئيس وتم انتخاب ضابطين متقاعدين لقيادة اتحادية المنمين حيث ترأس ولاد ولد حيمدون المكتب التنفيدي وانتخب جا عبد الرحمن رئيسا للمجلس الأعلى ثم أستأثر محيط الرئيس بأكثرية مقاعد الهيئات.
- لسيدل الستار على تلك المسرحية الهزلية وتخرج اتحادية التنمية الحيوانية بعيدا عن المنمين الموريتانيين الذين لم يركبوا قط سيارة فارهة ولم يناموا تحت مكيف ولم يستظلوا بالقصور الشاهقة فهم يهشون على قطعانهم باستمرار عبر الصحاري والقفار ونصيبهم على الدوام هو التهميش والغبن والنسيان.