تعيش هذه الأسرة الفقيرة إلى أبعد الحدود في حي "أدباي" بمدينة كيفه.
تعيلها سيدة ستينية هي المسؤولة عن نفقة وكسوة 8 من الأبناء والأحفاد بعد أن توفي منذ 20سنة الزوج الذي كان يكد من أجل عياله.
زينب لا تمتلك أبسط الأشياء ولا تستطيع العمل لتقدم سنها وضعف جسمها.
أحفادها أبناء بناتها المطلقات اللواتي لم يلتقين بأزواجهن منذ سرحوهن بكل بخل. تتجه زينب كل صباح إلى قلب المدينة وهناك تلتقي بالأقارب والمعارف والخيرين الذين لا تجد من أيديهم في أحسن الأحوال غير القليل الذي لا يكفي لطعام يوم واحد.
وبمجهودها وكدها تمتلك زينب عريشا متواضعا جدا يأوي الأسرة المسكينة ، ولا تجد زينب فصلا أشد مرارة من الخريف حيث تعبث الأمطار والرياح بالغش والقماش الرث الذي يتشكل منه العريش ولذلك ترغم زينب على إعادة تظليل العريش كل سنة.
وكالة كيفه حضرت إفطار الأسرة حيث كان يصوم رمضان أربعة منهم.
تحضر زينب مرجلا من "أنش" وشرابا من قليل من مسحوق "سليا" مع كثير من الماء ، كل ذلك هو مائدة أول الليل وفي منتصفه تجتمع الأسرة على وجبة "الكسكس المخلوط بالسليا" .
تمتن زينب لكثيرين في المدينة يساعدونها لكنها تستحي في كثير من الأحيان عن مراجعتهم.
كتبت زينب في الانترنت عبر الصحافة المحلية إلى رئيس الجمهورية الذي تسمى برئيس الفقراء لكنه لم يصغ إليها ولم يهتم بشأنها. لا تتذكر زينب أي معونة حكومية ذات قيمة توصلت بها ولم يحدث أن زارها مسؤول حكومي أو منتخب لمعرفة ما تكابد من حال.
صابرة ومحتسبة وترضى بقدرها ومع ذلك تعي أنها مظلومة ومهدورة الحق فقد تحدثت إلينا عن ثروة البلاد وعن استحواذ زمر على كل شيء وبقاء الغالبية في جحيم الفقر.
ليست أسرة أهل السالك الوحيدة التي تواجه فقرا مدقعا ومجاعة حقيقية فهناك مئات الأسر في المدينة والريف تعيش نفس الوضع إن لم يكن أشد فطاعة وقسوة.
- لمن يريد الاتصال بأسرة أهل السالك: 22878001