حتى المعارضة شملها التغيير!
الأربعاء
15 تموز (يوليو) 2015
00:10
الأستاذ: محمدن ولد منيرا
- منذ أن رُفِعَ في بلدي الحبيب شعار "التغيير البناء" والتغيير البناء فعلا يشمل كل شيء، يبدل الخبيث طيبا وينشر رحمة الله على العباد والبلاد في جو مشبع بأريج الاستقرار وعبق الطمأنينة.
- فشبكة الطرق تغيرت من طرق رملية غاية في الوعورة من سلكها ركب الحظر ودخل الغرر إلى طرق معبدة غاية في السلاسة و الأريحية، وشوارع المدن الكبرى تغيرت من مطبات وحفر ومستنقعات إلى شوارع عصرية مرصوصة مرصوفة بحجارتنا العتيقة مشيدة بسواعد أبنائنا البررة مضاءة بإنارة مستغلة من شمسنا الدافئة.
- والخريطة الصحية تغيرت من هياكلَ متهالكةٍ لمستشفيات جِهوية مثالٌ في الفاقة والعجز إلى مراكز استطباب أو استشفاء تعم البلاد مليئة بالأجهزة والمعدات العالية الدقة والمشغلة بأذهان وأيدي أبنائنا المؤهلين، ولمن شُغْلُهُ الجدل والمِرَاءُ فحسنة مجانية أدوية السرطانات تخمد الجدل وقانون الصيدلة يحول المراء إلى مواء.
- والأمن هو الآخر تغير تغيرا بناءا، إذ كنا نعتمد في أمننا مقاربة رعاة الغنم والتي تقول بالحرف الواحد: " إنْ نبهنا كلاب الحراسة على مفترس صرخنا به وطردناه سامحين له بالفرار إذ نُعْذَرُ بالحذر من مخاطره" وهذا وربي غاية الذل في الخنوع، أما اليوم فإننا نعتمد مقاربة أمنية شاملة نتحكم من خلالها في مراقبة حدودنا عن طريق الأقمار الصناعية وتضرب فيها قواتنا الأمنية وجيشنا الوطني بيد من حديد فوق رأس وتحت حزام كل من فكر في خرق أمننا أو ترويع آمنينا.
- جيشنا الوطني أيضا تغير من نظام إقطاعي يَسْعَدُ بموجبه القواد ويشقى الأعوان إلى جيش دولي ذو هيبة وسيادة محترم في نفسه وعند الآخرين، يتساوى أفراده قوادا وأعوانا في رَيْعِه ومردوده وتكوينه كل حسب مهمته، ومن لم ير الشمس في رابعة النهار فقل عليه سلاما.
- الحالة المدنية تغيرت من خدمة لا يمكن وصفها إلا ب "الحالة الدنية" تتمثل في أختام تتنازع الإدارات المدنية والإدارية سُلْطَةَ امتلاكها إذ تعتبر من أقصر طرق الثراء السريع الذي لا تحتاج إلى رأس المال ولا يخضع للضرائب، إلى نظام رقمي ذي وثائقَ مؤمنة فريدٍ في السلاسة والدقة والمصداقية تتساوى كل نقطة من تراب الوطن في الاستفادة من خدماته الحديثة يحمي لكل مواطن اخص حقوقه "حق الفَرْدَنَةِ"،
- مثلث الفقر تغير إلى مثلث الأمل صفةً واسمًا، وعم الأمل البلاد ب "خطة أمل" إذ أصبح لكل قرية أو حارة من ارض الوطن متجر أمل يمداها يوميا بالمواد الأساسية وتارة بالمواد شبه الكمالية مما غير وصف حصول المواطن على قوت يومه من صراع إلى حقٍ، وانه حقا لتغيير بناء.
- وحق المرأة تغير من شعار سياسي يرفع في الحملات والخطابات الرسمية والاستهلاك الإعلامي إلى واقع ملموس كلفت فيه أخت الرجل بما يناسبها من مهام في نطاق ضوابط الشرع ومقتضيات العرف، ولعمري إن هذا لهو منتهى الإنصاف، ثم اشفع ذلك بالتميز الايجابي لصالحها ولعمري إن هذا لهو منتهى المروءة.
- حتى المعارضة تغيرت من أحزاب سياسية ذات قواعد شعبية تنصاع لأمرها في المعقل والمنشط وتسيرها كيفما تشاء إلى أحزاب تتسمى بأسماء أفراد لا يمتلك الفرد منهم إلا نفسه وترخيص حزبه والتحجج عن الحوار.
اضف تعقيبا