يستمر المنمون منذ بداية شهر مايو في "السعي " بين مكاتب السلطات الإدارية بكافة مقاطعات لعصابه طلبا لحصتهم من أعلاف المواشي لدورة شهر مايو بعد أن كانوا يعتقدون أنهم سيسحبون تلك الحصة في أول يوم من ذلك لشهر باعتبار أن إجراءات العملية قد حسمت منذ شهرين وأصبحت لوائح المنمين معروفة وبالتالي لم يعد ثمة مبرر للتأخر.
واليوم ينتصف شهر ما دون أن يحصل المنمون على شيء ، فمرة تتذرع الإدارة بعدم جاهزية اللوائح وتارة بكون برقية التوزيع لم تصل من المفوضية . وطورا آخر بكون الكمية لم يكتمل وصولها.
الغالبية من المنمين ملت الانتظار وغادرت لتحاول شراء الأعلاف من دولة مالي أو تتدبر أمرها بطريق أخرى..
وكالة كيفه للأنباء استمعت إلى بعض هؤلاء المنمين ممن يتجمعون على مدار الساعة في ظل الأشجار أمام مبنى مقاطعة كيفه :
المامي ولد الزين يقول : لقد قتل رئيس الجمهورية مواشينا مرتين ؛ ففي الأولى عند التدخل المتواضع الذي لا ينسجم مع مستوى الكارثة وفي الثانية عندما حبسنا عند المكاتب العمومية طلبا لما لا يوجد فضاعت مواشينا ولم تجد من يتعهدها.
زينب بنت الطالب : الآن فهمنا أن صفقة الأعلاف هي صفقة أبرمت مع أهل غدة من أجل مضاعفة الربح وما يجري الآن هو حيلة يتم بها إلهاء المنمين حتى تسقط الأمطار.
امزيريك ولد العافيه : الرئيس جزاه الله خيرا لم يبخل شيئا لكن السلطات المحلية تلاعبت بالعملية .
سيد محمد ولد اعليات : الخطة الاستعجالية لهذا العام هي مسرحية هزلية لم تفد المواشي ولم تخفف من أسعار السوق. لقد أكلت مواشينا التراب وبدأت الأمراض تنتشر بينها ولم يعد العلف ذا قيمة ولو لم تخذلنا السلطات وتضيع وقتنا لأمكننا أن ننقذ الكثير من مواشينا بجهودنا الخاصة.
محمد فال ولد الطالب : لقد تعمدت السلطات سجننا بالساحات العامة كيلا ننصرف لشأننا ونتفرغ للتفكير في الثورة.
وكالة كيفه للأنباء في جولاتها اليومية بين هؤلاء المنمين استمعت لهجوم لاذع وانتقادات شديدة يوجهها هؤلاء المنمين للسلطات العمومية ، ومن الطريف أن حاكم مقاطعة كيفه عندما اشتد عليه الضغط صار يخوف الناس ويحذرهم من التجمهر لأن ذلك يسهل العدوى بمرض التهاب السحايا (بورويص) المنتشر بالمدينة بعد أن كانت السلطات تتعتم على وجوده.!